مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي الأربعون، كوناكري - جمهورية غينيا

(دورة: حوار الحضارات عامل للسلم والتنمية المستدامة)

القرارات بشأن قضية فلسطين والنزاع العربي الإسرائيلي القرار الرقم 7/40 -PAL

المصدر: منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة

 

 

القرار الرقم 7/40 -PAL

بشأن

بشأن خطة تحرك إسلامي لحماية مدينة القدس الشريف

 

إن مجلس وزراء الخارجية المنعقد في دورته الأربعين (دورة: حوار الحضارات، عامل للسلم والتنمية المستدامة) في كوناكري، جمهورية غينيا، خلال الفترة من 6 إلى 8 صفر 1435هـ (الموافق 9-11 ديسمبر 2013م)،

وبعد أن درس الورقة التصوریة المرفقة والمقدمة من الأمانة العامة بخصوص خطة تحرك إسلامي عملیة لحمایة مدینة القدس الشریف والمسجد الأقصى المبارك، قرر:

1. تبني جمیع التوصیات الواردة في الورقة التصوریة المرفقة بشأن التحرك لحمایة مدینة القدس الشریف والمسجد الأقصى المبارك والشروع في تنفیذها .

2. تكلیف الأمین العام بمتابعة تنفیذ هذا القرار ووضع جدول زمني لتنفیذ التوصیات المشار إلیها، وتقدیم تقریر حول ذلك إلى الدورة القادمة لمجلس وزراء الخارجیة

-----

ورقة تصوریة

مقدمة إلى

الجلسة الخاصة حول القدس الشریف

الدورة الأ ربعین لمجلس وزراء الخارجیة

كوناكري، جمهوریة غینیا

8-6 صفر 1435 ه  (الموافق 9 إلى 11 دیسمبر 2013 م)

مقدمة:

لا تمثل مدینة القدس الشریف مجرد عاصمة لدولة فلسطین وحسب، بل تجسد القضیة المركزیة للعالم الإسلامي لمكانتها الدینیة والتاریخیة والحضاریة. وقد جاء تأسیس منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1969 م لیعبر عن إرادة والتزام جماعي بالدفاع عنها وصون مقدساتها، وتمكین أهلها الفلسطینیین من استرداد أرضهم حقوقهم الوطنیة المشروعة.

إن خطورة ما یواجه مدینة القدس وأهلها ومقدساتها یلقي على عاتقنا جمیعاً مسؤولیات سیاسیة ومادیة ودینیة وأخلاقیة، تجاه ما یتهدد مسرى نبینا، في ظل الوقائع التي یحدثها الاحتلال الإسرائیلي على الأرض. إن هذه المسؤولیات تتطلب اتخاذ ما یلزم من خطوات عملیة وٕاجراءات عاجلة، تتلاءم مع مكانة القدس الشریف، وتكون قادرة على وضع حد للانتهاكات الإسرائیلیة فیها.

إن الدفاع عن مدینتنا المقدسة ووقف تهویدها یتطلب منا مضاعفة الجهود لتجنید الدعم الدولي للحقوق الفلسطینیة المشروعة في القدس الشریف، بالتزامن مع تنفیذ سیاسة مستدامة لتوفیر مقومات البقاء والصمود للمواطنین الفلسطینیین فیها، إضافة إلى تفعیل خطاب سیاسي وٕاعلامي مشترك تجاه قدسیة المسجد الأقصى باعتباره یمثل خطاً احمر لن یقبل أحد المساس به، على أن یكون ذلك مقروناً بتحرك جاد على الساحة الدولیة لتأكید الهویة العربیة لمدینة القدس، وحمل المجتمع الدولي على وضع حد لإجراءات الاحتلال الإسرائیلي غیر القانونیة بحقها.

سیاسة الاحتلال الإسرائیلي لتهوید القدس الشریف:

یمكن أن نجمل إجراءات التهوید الإسرائیلیة في القدس في المحاور التالیة:

o إعلان إسرائیل، القوة القائمة بالاحتلال، عن ضم وتوحید مدینة القدس المحتلة واعتبارها عاصمة سیاسیة لها، وسن العدید من التشریعات والقوانین الباطلة بشأنها. علاوة على إعاقة نمو القطاعات الحیویة الفلسطینیة فیها، ومحاولة فرض منظومة الاحتلال الإسرائیلي في القدس كبدیل عنها.

o محاولات طمس هویتها وحضارتها العربیة وفرض التغییر الدیمغرافي والجغرافي من خلال بناء وتوسیع المستوطنات الإسرائیلیة داخل المدینة وحولها، وٕاحلال المستوطنین المتطرفین فیها، والعمل على حصار الفلسطینیین والتضییق علیهم وتقیید إسكانهم، ومصادرة ممتلكاتهم وهدم بیوتهم، وسحب بطاقاتهم وتهجیرهم، بهدف إضعاف الوجود الفلسطیني في مدینة القدس المحتلة وٕاحداث غالبیة یهودیة فیها.

o الاعتداء على الأماكن المقدسة: حیث شرع الاحتلال منذ احتلاله لمدینة القدس في 1967 م بهدم حي المغاربة والسیطرة على حي البراق. وواصل منذ ذلك الوقت حفر الأنفاق في محیط وتحت المسجد الأقصى المبارك، وبناء عدد من الكنس الیهودیة في البلدة القدیمة، والاعتداء على المصلین وتقیید حریة العبادة والسماح لمستوطنین المتطرفین أفراداً ومجموعات باستباحة حرمة المسجد الأقصى المبارك وأداء صلواتهم التلمودیة في ساحاته، والأخطر من كل ذلك محاولاته الأخیرة سن قوانین باطلة لتقسیم المسجد الأقصى زمانیاً ومكانیاً بین الفلسطینیین والیهود.

o طمس هویة القدس الدینیة بمكوناتها الإسلامیة والمسیحیة وتحویلها إلى هویة بدیلة یهودیة من خلال الشروع في مجموعة من المشاریع الكبیرة داخل ما یسمى الحوض المقدس، ومنها مشاریع بناء كنس یهودیة ملاصقة للحرم الشریف، ومشروع مدینة داود، ومشروع الحدائق التوراتیة، ومشروع متحف التسامح، ومشروع الجسر المعلق بالقرب من باب المغاربة وحائط البراق، ومشروع التل فریك بین جبل الزیتون وساحة البراق، ومشروع متروبولین القدس،ومشروع القدس 2020 م..الخ.

o بناء وتوسیع المستوطنات في مدینة القدس وحولها، ومصادرة الأراضي. حیث قامت إسرائیل حتى العام 2013 بإحلال ما یقارب 300.000 مستوطن إسرائیلي في (16) مستوطنة في محیط وداخل أحیاء مدینة القدس المحتلة، وهو ما یعادل عدد المواطنین الفلسطینیین في القدس الشرقیة.

o بناء جدار الفصل العنصري حول القدس بطول 181 كم، لیضم حزاماً من المستوطنات الإسرائیلیة إلى حدود مدینة القدس، ویضاعف عدد المستوطنین داخلها مقابل تهجیر الفلسطینیین. كما یعمل الجدار على عزل ما یقارب 100,000 مواطن فلسطیني من حاملي الهویة المقدسیة یعیشون في 22 تجمع سكاني فلسطیني ویفصلهم عن المدینة، علاوة على عزلها عن محیطها الفلسطیني.

o مواصلة إسرائیل مخطط التهوید الثقافي في القدس المحتلة من خلال تطویر بنیة تحتیة متقدمة لخدمة القطاع الثقافي عبر إنشاء الجامعات ومراكز الأبحاث والمتاحف والمراكز الثقافیة والمسارح. إضافة إلى العمل على عقد المسابقات الفنیة والریاضیة والمؤتمرات الدولیة لتدویل الأنشطة الثقافیة في القدس المحتلة باعتبارها تراثًا إنسانیًا مشتركًا لا یخص العرب وحدهم ومن ثم تقدمها أمام العالم كإرث تاریخي یهودي.

o تقویض قطاع التعلیم الفلسطیني في القدس المحتلة ومحاولة إلحاقه بنظام التعلیم "الإسرائیلي" إشرافاً وٕادارة، من خلال السیطرة على أكثر من 60 % من المدارس العربیة في القدس المحتلة، ومحاولة فرض المنهاج الإسرائیلي، الذي یزیف حقائق التاریخ والجغرافیا والهویة والدین، بصورة تدریجیة على بقیة المدارس الفلسطینیة في القدس المحتلة. وقد أدى ذلك إلى مشاكل في القطاع التعلیمي الفلسطیني وشح في الموارد وضعف البنیة التحتیة المدرسیة، وحرمان أكثر من عشرة آلاف طالب فلسطیني سنویا فرصة الالتحاق بالتعلیم في القدس المحتلة.

ورغم أن قضیة فلسطین والقدس الشریف بقیت طیلة 45 سنة على سلم أولویات المنظمة ومركز اهتماماتها، وصدر عن المنظمة بشأنها عشرات القرارات والبیانات والتقاریر، إلا أن هذا لم یؤدي إلى إنقاذ مدینة القدس الشریف من سیاسات وممارسات التهوید الممنهجة، وبالتالي كان لزاماً علینا التفكیر بمنهج جدید، وخطوات عملیة ، من شأنها إحداث الفرق الإیجابي المنشود في الحالة التي تعاني منها القدس. وفیما یلي ملخص للتوصیات التي یمكن دراستها من أجل بلورة وتبني خطة للتحرك لوضع حد لهذا الاستهتار الإسرائیلي بالقوانین الدولیة والاستخفاف بمشاعر أمتنا الإسلامیة جمعاء:

1. تشكیل فریق اتصال وزاري من الدول الأعضاء، للتحرك بشكل عاجل على الساحة الدولیة، وزیارة العواصم المهمة في العالم، والمنظمات الدولیة المعنیة، من أجل نقل رسالة منظمة التعاون الإسلامي للمجتمع الدولي بأن استمرار الاحتلال الإسرائیلي بتهوید مدینة القدس سیؤدي في النهایة إلى القضاء على أیة فرصة لتحقیق السلام وبالتالي إلى تجدد إشعال الصراع في المنطقة، وأن المساس بالمسجد الأقصى المبارك هو خط أحمر لن تسمح الأمة الإسلامیة بتجاوزه، ولن تتهاون في ذلك مهما كانت النتائج.

2. تكلیف المجموعة الإسلامیة في نیویورك بالتحرك وطلب عقد جلسة خاصة في مجلس الأمن الدولي لمناقشة انتهاكات إسرائیل المتواصلة في القدس المحتلة وخاصة الاعتداءات الإسرائیلیة المتكررة على المسجد الأقصى المبارك، بحضور وزراء خارجیة دول المنظمة الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، والعمل على تقدیم مشروع قرار.

3. دعوة المجلس التنفیذي للیونسكو للانعقاد بشكل عاجل وطارئ لبحث الاعتداءات الإسرائیلیة بحق المسجد الأقصى المبارك.

4. یرحب بالدعوة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربیة، رئیس لجنة القدس لعقد الدورة العشرین للجنة بتاریخ 9 و10 ینایر 2014.

5. دراسة إمكانیة التوجه لمحكمة الجنایات الدولیة من قبل إحدى الدول الإسلامیة التي تتمتع بعضویتها، لتقدیم شكوى باسم كل الدول الأعضاء في المنظمة ضد إسرائیل على ما تقوم به من انتهاكات للقانون الدولي في القدس.

6. تكلیف سفراء الدول المشاركة في اللجنة الوزاریة المشكّلة بالمتابعة الحثیثة مع عواصم الدول المؤثرة، بما یشمل التحرك لدى وزارات الخارجیة في تلك العواصم، ووسائل الإعلام، ومنظمات المجتمع المدني، والأحزاب السیاسیة... الخ، من أجل حشد الدعم السیاسي اللازم لقضیة القدس الشریف.

7. تكلیف سفراء المجموعة الإسلامیة في الأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، والیونسكو، وباقي المنظمات الدولیة المعنیة، بالمتابعة الحثیثة للرسالة (رسالة منظمة التعاون الإسلامي بشأن القدس الشریف)، ومضاعفة الجهود من أجل استصدار قرارات تدعم وتؤكد الحقوق الفلسطینیة المشروعة في القدس المحتلة، وتدین سیاسات الاحتلال الإسرائیلي، وتطلب اتخاذ التدابیر اللازمة لحملها على وقف انتهاكاتها للقانون الدولي والقرارات الدولیة.

8. الطلب من الدول الأعضاء استدعاء سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، والدول المؤثرة الأخرى، وٕابلاغهم رسالة منظمة التعاون الإسلامي بشأن القدس الشریف.

9. التأكید على مقاطعة أي دولة تعترف بالقدس عاصمة ل "إسرائیل"، أو تنقل سفارتها إلیها.

10 . استحضار قرار مؤتمر وزراء الخارجیة العاشر والذي انعقد في المملكة المغربیة في مایو 1979م، حول اعتبار یوم 21 أغسطس من كل سنة یوماً للتضامن مع الشعب الفلسطیني، ودعوة الدول الأعضاء إلى تنظیم فعالیات متنوعة للتندید بممارسات الاحتلال الإسرائیلي بحق القدس الشریف والمسجد الأقصى المبارك.

11 . الإسراع في تقدیم الدعم المالي الضروري والعاجل لتمویل الخطة الإستراتیجیة لتنمیة القطاعات الحیویة في مدینة القدس الشریف، تلبیة لقرار الدورة 12 لمؤتمر القمة الإسلامیة، ولقراري مجلس الوزراء في دورتیه 38 و39، واستكمالاً لمؤتمر المانحین الذي عُقد في باكو، مع الأخذ بالاعتبار مرونة اختیار المشروع .

12 . العمل على رصد الشركات والمؤسسات الدولیة التي تعمل أو تستثمر في المستوطنات الإسرائیلیة، أو تتعامل مع منظومة الاحتلال الإسرائیلي في مدینة القدس الشریف على وجه الخصوص، والعمل على مقاطعتها وتطبیق عقوبات علیها.

13 . التحرك من خلال وسائل الإعلام الإقلیمیة والدولیة، لنشر الحقائق حول سیاسات الاحتلال الإسرائیلي في القدس، وٕابراز مخاطرها وانعكاساتها السلبیة على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

-----