إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


 


مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي الأربعون، كوناكري - جمهورية غينيا

مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي الأربعون، كوناكري - جمهورية غينيا

(دورة: حوار الحضارات عامل للسلم والتنمية المستدامة)

قرارات الشؤون السياسية - القرار الرقم 35/40- س

المصدر: منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة

 

 

القرار الرقم 35/40 - س

بشأن

مناهضة ظاهرة الإسلاموفوبيا والقضاء على كراهية الإسلام والإساءة إليه

 

إن مجلس وزراء الخارجية المنعقد في دورته الأربعين (دورة: حوار الحضارات، عامل للسلم والتنمية المستدامة) في كوناكري، جمهورية غينيا، خلال الفترة من 6 إلى 8 صفر 1435هـ (الموافق 9-11 ديسمبر 2013م)،

إذ يؤكد مجدداً الإسهام القیم للدین الإسلامي في بناء الحضارة الإنسانیة، ولاسیما من خلال حثه على تعزیز الحوار والتفاهم والاحترام الحقیقي والمتبادل في العلاقات بین الناس والخطاب المتحضر المرتكز على العقل والمنطق؛

وإذ يستذكر أهداف منظمة التعاون الإسلامي وخاصة تلك التي تسعى إلى القضاء على التمییز بجمیع أشكاله وٕالى صون كرامة المسلمین كافة؛

وإذ يستذكر أيضا بأن الدول ملزمة بأن تحظر بموجب القانون كل أشكال التحریض على الكراهیة  على أساس القومیة أو العرق أو الدین أو التي تدعو إلى التمییز والعداء والعنف؛

وإذ يستذكر أيضاً الصكوك الدولیة ذات الصلة المتعلقة بالقضاء على مختلف أشكال التمییز وكذا جمیع القرارات ذات العلاقة الصادرة عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والجمعیة العامة للأمم المتحدة والتي تعرب من خلالها عن بالغ القلق إزاء وقائع التصویر النمطي المتعمد للأدیان وأتباعها وللمقدسات في وسائل  الإعلام ومن قبل بعض الأحزاب والجماعات السیاسیة في بعض المجتمعات وإزاء ما تقترن به تلك الأحداث من استفزاز واستغلال سیاسي؛

وإذ يؤكد مجددا جمیع قرارات منظمة التعاون الإسلامي بشأن هذا الموضوع والتي تشدد، من ضمن أمور أخرى، على ضرورة التصدي الفعال لتشویه صورة الإسلام والتحریض على الكراهیة الدینیة والأعمال العدائیة والعنف والتمییز ضد الإسلام والمسلمین وتنامي ظاهرة الإسلاموفوبیا؛ وكذا قرار مجلس حقوق الإنسان رقم: 16/18 الصادر في مارس 2011 والذي دعمته منظمة التعاون الإسلامي وقرار الجمعیة العامة  للأمم المتحدة رقم 67/178؛

وإذ يؤكد الأهمیة البالغة لضرورة استخدام التنوع الدیني والثقافي لتعزیز السلم والأمن الدولیین والحیلولة دون استعماله ذریعة للتحریض على الكراهیة والعداء والتمییز والأحكام المسبقة والمواجهة؛

وإذ يلاحظ بقلق أن من شأن الإساءة إلى الإسلام أن تؤدي إلى التنافر الاجتماعي وٕالى انتهاكات حقوق الإنسان، ویعرب عن قلقه إزاء تخاذل مناطق من العالم عن مكافحة هذا التوجه المتواصل وما ینجم عنه من ممارسات تمییزیة ضد المسلمین؛

وإذ يأخذ علماً بتقریر الأمین العام بهذا الشأن:

1. يؤكد قطعیا عزم الدول الأعضاء الأكید على مواصلة التعاون الفعال والتشاور الوثیق لمناهضة ظاهرة الإسلاموفوبیا وتشویه صورة جمیع الأدیان السماویة والتحریض على الكراهیة والعداء والتمییز ضد المسلمین.

2. يعرب عن قلقه البالغ إزاء حالات التعصب والتمییز وأعمال العنف ضد الإسلام والمسلمین في مناطق مختلفة من العالم، فضلا عن التصویر السلبي والنمطي للإسلام والمسلمین من خلال ربطهم في وسائل الإعلام الدولي بالعنف والإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان.

3. يدين بشدة تنامي مظاهر التعصب والتمییز ضد الجالیات والأقلیات المسلمة في البلدان غیر الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وخاصة في الغرب، بأسالیب متنوعة من ضمنها سن قوانین قمعیة، والتطبیق التعسفي للقوانین والسیاسات التعقیدیة والتنمیط الدیني وغیرها من التدابیر تحت ذرائع مختلفة تتعلق بالأمن والهجرة غیر الشرعیة.

4. يعرب عن انشغاله العمیق إزاء جمیع الأفعال والتشریعات المرتبطة بالإسلاموفوبیا، مثل حظر بناء المآذن في سویسرا والتي تتعارض مع قواعد القانون الإنساني الدولي ومبدأ حریة الأدیان، ویحض الحكومات المعنیة على اتخاذ كل ما یلزم من إجراءات، وفقا لما تتحمله من التزامات بموجب القانون الدولي، لإلغاء تلك القوانین لكفالة حقوق المجتمعات المسلمة التي تعیش في ظل ولایتها القانونیة.

5. يؤكد بأن الحریات یجب أن تمارس بمسؤولیة مع الاحترام اللازم للحقوق الأساسیة للآخرین، ویدین في هذا الصدد بأشد عبارات الإدانة جمیع الأفعال المسیئة لمبادئ الدین الإسلامي ورموزه وشخصیاته المقدسة، بما في ذلك كل الأفعال التدنیسیة للمصحف الشریف ونشر وٕاعادة نشر المواد المسیئة للنبي الكریم، صلى لله علیه وسلم، في الصحافة المكتوبة أو الإلكترونیة أو بأیة وسیلة أخرى.

6. يشدد على ضرورة الامتناع عن استهداف الشخصیات والمؤسسات الدینیة المرموقة ذات التاریخ العریق في نشر الروح السمحة والقیم النبیلة للإسلام عبر العالم، وهو استهداف یتعارض مع مبادئ میثاق منظمة التعاون الإسلامي والتي أقرت لصون الرموز الإسلامیة والإرث المشترك.

7. يشدد على ضرورة منع الاستخدام السیئ لحریتي التعبیر والصحافة لشتم الإسلام وأدیان سماویة أخرى وكذا ضرورة ضمان ممارسة الجمیع، وخاصة وسائل الإعلام، لحقهم في التعبیر بروح المسؤولیة وطبقا للقانون.

8. يؤكد كذلك أن جمیع الأفعال المرتبطة بظاهرة الإسلاموفوبیا، تعد أشكالا معاصرة من أشكال التمییز، وانتهاكا للكرامة الإنسانیة وخرقا للمعاییر والمقاییس الدولیة المتعارف علیها في مجال حقوق الإنسان.

9. يدعو جمیع الدول إلى منع التحریض على التمییز الدیني والعداء والعنف والإساءة إلى الإسلام من خلال سن تدابیر إداریة وقانونیة تحرم الإساءة وتجعلها أمراً یستوجب العقاب قانونا، ویحث الدول الأعضاء إلى اتخاذ تدابیر تربویة خاصة ومناسبة على كافة المستویات.

10 يشيد بمقترح إطلاق القناة الفضائیة لمنظمة التعاون الإسلامي  OICويحث هذه القناة الجدیدة على تعزیز الاستثمار في وسائل الإعلام لمكافحة الإسلاموفوبیا وتشویه صورة الأدیان وما یرتبط بهما من مظاهر التعصب في هذا الشأن.

11. يدعو إلى تنفیذ إستراتیجیة مكافحة الإسلاموفوبیا التي اعتمدتها القمة الإسلامیة الحادیة عشرة، وٕالى ضرورة الإسراع بوتیرة عملیة تنفیذ قرار وضع "صك دولي ملزم قانوناً لمنع التعصب والتمییز والتحیز والكراهیة على أساس الدین، وكذا الإساءة إلى الأدیان، ولتعزیز وضمان احترام جمیع الأدیان"؛

12. يأخذ علماً، مع التقدیر، بالمشورة القانونیة وتوصیات ندوة الشخصیات البارزة التي عُقدت یومي 7 و8 ینایر 2013 في اسطنبول، ویطلب من الأمین العام إعطاء الأولویة للتفویض بإجراء الدراسات الموصى بها بإنجازها.

13. يدرك ضرورة أن تستكمل الندوة عملها بالتنسیق الوثیق مع الهیئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمعالجة مشكلة الإسلام وفوبیا، ويأخذ علماً بالتقریر المؤقت للهیئة بهذا الصدد، ويطلب من الهیئة أن ترفع تقریراًً شاملاً في هذا الخصوص إلى الدورة الحادیة والأربعین لمجلس وزراء الخارجیة.

14. يؤمن بأن على مجلس حقوق الإنسان، في إطار المهام الموكولة إلیه، أن یشجع الاحترام التام لجمیع القیم الدینیة والثقافیة ومنع التعصب والتمییز والتحریض على الكراهیة ضد أیة جماعة أو أتباع أي دیانة من الدیانات.

15 . يرحب، في هذا الصدد، بعقد الأمانة العامة للمنظمة من 19 إلى 21 یونیو 2013 للاجتماع الثالث لمتابعة عملیة 16/18 في جنیف، والذي استعرض التقدم المحرز في تنفیذ الخطوات التي اعتمدها  بالإجماع القرار رقم 16/18، وخاصة ما یتعلق منها بمجالات التحریض على الكراهیة والذي یشكل تحریضاً على التمییز والعدائیة والعنف، وتجریم التحریض على العنف على أساس الدین أو المعتقد، والدور الإیجابي للمناقشة الصریحة والبناءة والهادفة والحوار بین الدیانات.

16. يرحب بإنشاء مركز الملك عبد لله بن عبد العزیز آل سعود للحوار بین أتباع الدیانات والثقافات في فیینا الذي یهدف إلى تعزیز ودعم الجهود على المستویین الإقلیمي والدولي من أجل الحد من الصدام، وتعزیز التسامح والحوار والوئام بین الأدیان، ويدعو الدول الأعضاء في المنظمة إلى المشاركة بفعالیة في أنشطة وبرامج المركز.

17. يعرب عن ارتیاحه للعمل الذي یقوم به مرصد ظاهرة الإسلاموفوبیا بالأمانة العامة للمنظمة وبالتقاریر التي یعدها بانتظام في رصد الحوادث المرتبطة بهذه الظاهرة، ويطلب من الأمین العام تعزیز مرصد الإسلاموفوبیا وتقدیم تقریر سنوي حول مظاهر الكراهیة والتمییز والعداء والعنف والتعصب ضد المسلمین والأعمال المسیئة للإسلام أو لشخصیاته المقدسة، في الوقت المناسب، ویستحسن ذلك قبل انعقاد الاجتماع السنوي بمجلس حقوق الإنسان في مارس، وضمان الانتشار الواسع للتقریر بما في ذلك إبلاغه إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان وٕالى جمیع المقررین الخاصین لمجلس حقوق الإنسان.

18. يطلب من الأمین العام مواصلة انخراطه البناء مع جمیع المعنیین وصناع الرأي العام المؤثرین،لاسیما في الغرب، بغیة مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبیا من خلال وضع إستراتیجیة من أجل خلق محیط دولي مواتي للوئام والحوار بین الأدیان والحضارات.

19. يقرر إدراج هذا البند ضمن جدول أعمال الدورات العادیة.  ويطلب من الأمین العام متابعة تنفیذ هذا  القرار وتقدیم تقریر شامل في شأنه إلى الدورة الحادیة والأربعین لمجلس وزراء الخارجیة.

-----