إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


 


مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي الحادي والأربعون، جدة – المملكة العربية السعودية

مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي الحادي والأربعون، جدة – المملكة العربية السعودية

(دورة: استشراف مجالات التعاون الإسلامي)

قرارات الشؤون الثقافية والاجتماعية - القرار الرقم 2/41- ث

المصدر: منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة

 

 

القرار الرقم 2/41 - ث

بشأن

شؤون فلسطين الثقافية

 

إن مجلس وزراء الخارجية المنعقد في دورته الحادية الأربعين (دورة: استشراف مجالات التعاون الإسلامي) في جدة، المملكة العربية السعودية، يومي 20 و21 شعبان 1435هـ ( الموافق 18-19 يونيه 2014م).

إذ يستذكر القرارات الصادرة عن مختلف دورات مؤتمر القمة الإسلامي والمؤتمرات الإسلامية الأخرى، خاصة الدورة الثانية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي والقمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة والدورة الأربعين لمجلس وزراء الخارجية والدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافية، والدورة التاسعة للجنة الدائمة للإعلام والشؤون الثقافية (كومياك)،

وإذ يشيد بحصول دولة فلسطين على العضوية المراقبة في الأمم المتحدة، والعضوية الكاملة في اليونسكو،

وإذ يأخذ في الاعتبار سياسات وممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلية تجاه المواطنين العرب في الأرض العربية المحتلة والهادفة أساساً إلى إلغاء هويتهم الثقافية ومحاولتها محو الشخصية الوطنية والعربية وتذويبها على كافة الأصعدة وانتهاج سياسة التجهيل المنظم بهدف خلق جيل ذي ثقافة ضحلة منفصل عن تاريخ وتراثه ووطنه وأمته، ومارسة سياسة الإساءة إلى الحضارة الإسلامية، وقيامها بتشويه الحقائق التاريخية والجغرافية، بالإضافة إلى استمرار سياسة الاستيطان وتوسعها وسياسة التمييز العنصري عن طريق دعوى التفوق والتمييز الإسرائيلي على سكان الأراضي العربية المحتلة والتي شتكل انتهاكا صارخاً للحقوق الأساسية لسكان هذه الأراضي،

وإذ يدين الأعمال العدوانية التي تقوم بها إسرائيل في مدينة القدس الشريف، بما في ذلك إقامة المستوطنات وبناء جدار العزل والفصل العنصري حولها من أجل ضمها إليها،

وإذ يستذكر البيان الختامي الصادر عن اللجنة التنفيذية في اجتماعها الاستثنائي الموسع الذي عقد في جدة يوم 1/11/2009م لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك،

ونظراً للأهمية التي تكتسبها عملية إعادة تأهيل أبناء الشعب الفلسطين المتضررين في أراضيهم، تدعم دول المنظمة بقوة الجهود الرامية إلى تعزيز تطوير جودة التعليم لفائدة الفلسطينيين،

وإذ يعرب عن قلقه البالغ لما يترعض له المسجد الأقصى المبارك والمقدسات في الأرض الفلسطينية من تهديدات واعتداءات إسرائيلية،

وبعد الاطلاع على تقرير الأمين العام حول الموضوعات التالية:

أ) توأمة الجامعات الفلسطينية في الأرض المحتلة مع الجامعات في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي:

1. يدعو الدول الأعضاء إلى تخصيص منح دراسية للطلبة الفلسطينيين، ويعرب عن تقديره للدول الأعضاء التي وفرت منحا دراسية، ويحثها على زيادة هذه المنح وتخفيض الرسوم الدراسية للطلبة الفلسطينيين.

2. يوصي بتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة المالية والأكاديمية للجامعات الفلسطينية، حتى تتمكن من ممارسة دورها الوطني والتربوي، ويدعو اتحاد جامعات العالم الإسلامي إلى التنسيق مع الجامعات الأعضاء لتسهيل وتشجيع إبرام اتفاقيات توأمة بين الجامعات الفلسطينية والجامعات الأعضاء في الاتحاد، لتعزيز التعاون المشترك، ويدعو في هذه الجامعات إلى استقبال بعثات تدريبية وأكاديمية من الجامعات الفلسطينية.

3. يدعو الدول الأعضاء إلى المساهمة بفاعلية وسخاء لإنشاء الأقصى في مدينة القدس تنفيذا لقرار القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة.

ب) الوضع التعليمي في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان السوري المحتل:

1. يدين بشدة قرار إسرائيل، القوى القائمة بالاحتلال، محاولة فرض المناهج الدراسية الإسرائيلية على مدارس مدينة القدس المحتلة وإحلالها مكان المناهج العربية الفلسطينية، وذلك في  إطار خطة إسرائيلية عنصرية لتهويد مدينة القدس وطمس هويتها العربية وتشويه وعي الأجيال الفلسطينية الناشئة في المدينة المقدسة، ما يشكل انتهاكا صارخا للقوانين والمواثيق الدولية، ويدعو إلى توجيه نداء دولي للتصدي لتلك الإجراءات، وقيام المجموعة الإسلامية في محافل الأمم المتحدة ذات الصلة بتحريك سريع لإلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بوقف سياساتها المشينة.

2. يدعو الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم المالي لتأمين التمويل اللازم لتطوير العملية التربوية في الأراضي المحتلة عامة والقدس الشريف خاصة، نظراً لما تواجهه العملية التربوية في المدينة المقدسة من صعوبات بالغة نتيجة ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي من فرض لمناهجه التعليمية وإعلاق للمدارس التي لا تخضع لسلطاتها، وإقامة حواجز أمنية تعيق حركة ونقل المدرسين والطلبة وتمنع وصولهم إلى أماكن عملهم ومدارسهم وجامعاتهم.

3. يؤكد مجدداً دعمه ومساندته الكاملين لسكان الجولان السوري المحتل في مقاومتهم للممارسات الإسرائيلية القمعية ونضالهم المشروع للحفاظ على هويتهم الثقافية والوطنية العربية، ويناشد الأمم المتحدة والهيئات والمؤسسات الدولية المختصة، وخاصة اليونسكو، التصدي لهذه السياسات الإسرائيلية المخالفة للقونين والموثيق الدولية.

4. يدعو إلى دعم صمود المواطنين السوريين في الجولان السوري المحتل في مواجهة الممارسات الإسرائيلية الرامية إلى طمس هويتهم الثقافية العربية، ويعلن دعمه للمحافظة على المناهج التعليمية العربية السورية وتوفير المستلزمات التعليمية والثقافية لهم.

5. يدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الكاملة لحمل إسرائيل على الالتزام بمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وجميع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وخاصة اتفاقية جنيف المتعلقة بحماية السكان المدنيين وقت الحرب المؤرخة في 20/8/1949م والقرارات ذات الصلة الصادرة عن الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.

6. يدين أعمال وممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلية ضد المؤسسات التعليمية وغيرها من المؤسسات الأخرى في الجولان السوري المحتل، وقيامها بإلغاء المنهج التعليمي السوري في قرى الجولان واستبداله بمنهج إسرائيلي وفرض تعليم اللغة العبرية بدلا من اللغة العربية واستبدال الطاقم التعليمي لخدمة أهداف وتوجيهات السياسة الإسرائيلية وقيامها بوضع إجراءات للحيلولة دون متابعة المواطنين السوريين تحصيلهم العالي في الجامعات السورية وحرمان بعض من يتلقى العلم منهم في تلك الجامعات من حق العودة إلى دياره.

ج) الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات والثقافة الإسلامية في الأرض الفلسطينية المحتلة والمحافظة على الطابع الإسلامي لمدينة القدس الشريف وتراثها الإنساني وحقوقها الدينية:

1. يؤكد مجدداً ضرورة تنفيذ كافة القرارات الإسلامية السابقة الصادرة حول المحافظة على الطابع الإسلامي لمدينة القدس الشريف وتراثها الإنساني.

2. يدين المحاولات الإسرائيلية الممنهجة والمستمرة لسرقة وتزوير التراث الإسلامي والعربي في فلسطين، ومن بينها ما كشف عنه مؤخراً من قيام وحدات خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي بسرقة الكتب والمخطوطات العربية والإسلامية من بيوت الفلسطينيين الذين هجروا قسراً عام 1948، حيث قامت هذه الوحدات بالسطو على قرابة 80 ألف كتاب ومخطوط، من بينها نحو 30 ألف كتاب من مدينة القدس وحدها، وتزوير توثيق هذه الكتب قبل عرض جزء منها في ما يسمى بـ"المكتبة الوطنية الإسرائيلية". ويكلف المجموعة الإسلامية في اليونسكو وكلا من الإيسيسكو وإرسيكا بمتابعة التحقيق في هذه السرقة الكبرى للتاريخ والثقافة الإسلامية والعربية في فلسطين، بهدف إعادتها إلى أصحابها الأصليين أو ورثتهم.

3. يدعو إلى العمل على مواصلة التحرك العاجل والفعال على كل المستويات، الإسلامية والدولية، لحمل إسرائيل على إلغاء قرارها ضم القدس الشريف والتأكيد على عروبتها وطابعها الإسلامي ورفض ضمها وتهويدها، وذلك وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وخاصة قرارا مجلس الأمن رقم 465 و478، مع بذل كل الجهود لوضع هذين القرارين موضع التنفيذ وفقا لقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية.

4. يدين مجدداً قرار إسرائيل غير القانوني ضم المسجد الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم إلى قائمة التراث الإسرائيلي. ويَعُد هذا العمل الإسرائيلي سرقة للمواقع التراثية والثقافية الفلسطينية. كما يدعو المجتمع الدولي واليونسكو لتحمل مسؤولياتهما في حماية الأماكن التراثية والثقافية الفلسطينية، ولحمل إسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي واتفاقيات جنيف.

5. يطلب من الأمانة العامة مواصلة التنسيق مع الهيئات والمؤسسات الدولية، وخاصة مع اليونسكو، للعمل على تنفيذ مبادرة المدير العام لليونسكو الخاصة بترميم المدينة المقدسة والمحافظة على المباني التاريخية لمدينة القدس الشريف والمباني القديمة المحيطة بالحرم القدسي الشريف والعمل على إغلاق الأنفاق التي أقامتها إسرائيل أسفل المسجد الأقصى المبارك، والتوقف عن القيام بأعمال الحفر خاصة في جنوب الحرم القدسي وغربه والحيلولة دون تنفيذ أي مخططات تستهدف هدم المسجد الأقصى المبارك وإزالته.

6. يحث الأمانة العامة والدول الأعضاء على تقديم المساعدة المادية، وذلك تنفيذاً لما ورد في البيان الختامي للقمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة حول مساهمة كل مسلم بدولار إلى جانب مساهمات الدول الأعضاء من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من مواجهة الاعتداءات والمخططات الإسرائيلية التي تستهدف طمس المعالم الدينية لمدينة القدس الشريف، ويؤكد ضرورة تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة للمواطنين العرب الفلسطينيين من سكان القدس الشريف لترميم مساكنهم ودعم صمودهم وإنقاذ المقدسات الإسلامية.

7. يدين بشدة إسرائيل لبنائها جدار العزل أو ما يسمى "بغلاف القدس" الذي يهدف إلى عزل مدينة القدس من محيطها العربي الفلسطيني، ولمحاولتها المتواصلة لتهويد المدينة وتغيير معالمها الحضارية والتاريخية والثقافية للمدينة.

8. يطلب من الدول الأعضاء تنسيق وتكثيف جهودها في مختلف المحافل الدولية لإرغام إسرائيل على التراجع عن تقسيم المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل والسماح للمصلين المسلمين بدخوله، والحفاظ على سلامته باعتباره مسجداً خاصاً بالمسلمين وحدهم كما كان عبر العصور.

9. يدعو الدول الأعضاء إلى العمل على ترميم البلدة القديمة في مدينة الخليل والحفاظ على تراث وحضارة هذه المدينة العريقة وسكانها من العائلات الفلسطينية، لمجابهة المد الاستيطاني اليهودي في المدينة.

10. يدين ويندد بشدة بقيام إسرائيل بعمليات حفر في محيط المسجد الأقصى وتحت أدت إلى سقوط جزء كبير من سور المسجد من جهة باب المغاربة، كما يندد بمنع إسرائيل الفلسطينيين من الوصول إلى أمكان عبادتهم في مدينة القدس، ومحاولاتها التدخل في شؤون الأوقاف الإسلامية ومنع ترميم المقدسات.

11. يطلب من الأمانة العامة تشكيل لجنة خاصة من خبراء القانون في الدول الأعضاء للبحث في الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها إسرائيل في محيط الحرم القدسي الشريف من حفريات وتهديد لأساسات المسجد الأقصى المبارك، وتقديم التوصيات القانونية لحماية المسجد الأقصى المبارك وسائر المقدسات في مدينة القدس المحتلة وأجزاء أخرى من فلسطين.

يطلب من الأمين العام متابعة موضوعات هذا القرار ورفع تقرير بشأنها للدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء الخارجية.

------