إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


 


مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي الرابع والأربعون، أبيدجان - جمهورية كوت ديفوار

مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي الرابع والأربعون، أبيدجان - جمهورية كوت ديفوار

(دورة الشباب والسلم والتنمية في عالم متضامن)

قرارات الشؤون السياسية - القرار الرقم 34/44-س

المصدر: منظمة التعاون الإسلامي – جدة

 

 

القرار الرقم 34/44-س

بشأن

إدانة تدنيس المصحف الشريف

 

إن مجلس وزراء الخارجية، المنعقد في دورته الرابعة والأربعين (دورة الشباب والسلم والتنمية في عالم متضامن) المنعقدة في أبيدجان، بجمهورية كوت ديفوار يومي 16 و17 شوال 1438 هـ (الموافق 10 و11 يوليه 2017)؛

إذ یؤكد مجدداً العهد الذي قطعته جمیع الدول على نفسها، بموجب میثاق الأمم المتحدة، بتعزیز احترام حقوق الإنسان والحریات الأساسیة للجمیع بدون تمییز بسبب الجنس أو اللغة أو الدین؛

وإذ یؤكد مجدداً أهداف منظمة التعاون الإسلامي، ولا سیما ما یتعلق منها بحمایة صورة الإسلام الحقیقیة والدفاع عنها والتصدي لتشویه صورة الإسلام وتشجیع الحوار بین الحضارات والأدیان؛

وإذ یستذكر جمیع القرارات ذات الصلة الصادرة عن منظمة التعاون الإسلامي بشأن مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبیا والقضاء على الكراهیة والإساءة للإسلام وتشویه صورة الأدیان، وأیضا القرار الرقم 66/167 الصادر عن الجمعیة العامة للأمم المتحدة والقرار الرقم 16/18 الصادر عن مجلس حقوق الإنسان في مارس 2011؛

وإذ یلاحظ ببالغ القلق استمرار مظاھر التعصب والتمییز والصور السلبیة والنمطیة والوصم والكراهیة الدینیة والعنف ضد المسلمین في مناطق كثیرة من العالم؛

وإذ یُدرك أن جمیع الحضارات تتقاسم وتمتلك القیم الإنسانیة الأساسیة وأن التنوع الثقافي والدیني والسعي لتحقیق التنمیة الاجتماعیة والثقافیة من قِبل كافة الشعوب والأمم یشكل مصدراً للإثراء المتبادل للحیاة الاجتماعیة والثقافیة للبشریة؛

وإذ یؤكد مجدداً أهمیة تشجیع الحوار والتفاهم والتعاون بین الأدیان والثقافات والحضارات لتحقیق السلم والوئام في العالم؛ وإذ یرحب بجمیع المبادرات والجهود الدولیة والإقلیمیة في هذا الصدد؛

وإذ یُشدد على ضرورة ضمان ممارسة الجمیع حقهم في حریة التعبیر بمسؤولیة ووفقاً لقوانین وصكوك حقوق الإنسان ذات الصلة؛

وإذ یُعرب عن بالغ قلقه إزاء تخاذل بعض الدول عن مناهضة التوجه المتنامي للإساءة للإسلام وما ینتج عنه من ممارسات تمییزیة ضد المسلمین، فضلاً عن الإساءة إلى دینهم ونبیهم وقرآنهم ورموزهم في مناطق كثیرة من العالم:

1. یُدین بأشد العبارات العمل المشین المتمثل في إحراق المصحف الشریف في أماكن من العالم، والأفعال الشنیعة المتمثلة في عرض الفیلم المسيء "براءة المسلمین" ونشر الرسوم المسیئة للنبي محمد، صلى لله علیه وسلم، وهو عمل یشكل انتهاكاً للحریة الدینیة وحریة المعتقد اللتین تكفلهما الصكوك الدولیة لحقوق الإنسان وصدمة عمیقة لما یزید عن ملیار مسلم ولجمیع الشعوب ذات الضمائر الحیة في سائر بقاع العالم.

2. یدین بشدة جمیع الحملات المغرضة المتعمدة والاستفزازیة ضد الإسلام وضد الرسول الكریم محمد، صلى لله علیه وسلم، في أي مكان من العالم والتي یقوم بها أي فرد، وإزاء استمرار حالات التصویر النمطي التحقیري والتوصیف السلبي ووصم الناس بسبب دینهم أو معتقدهم والبرامج والأجندات التي تسلكها التنظیمات والمجموعات المتطرفة من أجل إحداث وإدامة التصورات النمطیة السلبیة عن الجماعات الدینیة، ولا سیما حینما تتغاضى عنها الحكومات، ویدعو الحكومات المعنیة إلى اتخاذ تدابیر فوریة لوقف هذه الأعمال التحریضیة المقیتة وغیر المقبولة ومنعها.

3. یُعرب عن بالغ قلقه إزاء تنامي الأفعال المرتبطة بظاهرة الإسلاموفوبیا والتعصب والتمییز والعنف على أساس الدین والتنمیط السلبي للناس على أساس الدین أو المعتقد، وهو أمر یتعارض مع معاییر حقوق الإنسان الدولیة ومع مبدأ حریة الأدیان، ویحث الحكومات، وفقاً لالتزاماتها في إطار القانون الإنساني الدولي، على اتخاذ جمیع التدابیر اللازمة، بما في ذلك التشریع اللازم للتصدي لهذه الأفعال التي تؤدي إلى التحریض على الكراهیة والتمییز والعنف ضد الأشخاص على أساس دینهم.

4. یدعو الدول الأعضاء إلى تأیید الأمم المتحدة باستصدار قرار یدین أي دولة أو مجموعة أو أفراد تتعرض للأدیان السماویة وللأنبیاء والرسل علیهم الصلاة والسلام ووضع العقوبات الرادعة.

5. یُقر بأن تبادل الأفكار في إطار نقاش عام ومفتوح، وكذلك الحوار بین الأدیان وبین الثقافات، على الصعید المحلي والوطني والدولي یمكن أن ینهض بدور إیجابي في تعزیز الدیمقراطیة ومكافحة الكراهیة الدینیة.

6.  یناشد الدول أن تعتمد تدابیر وسیاسات لتعزیز الاحترام التام لأماكن العبادة والمواقع الدینیة والمقابر والأضرحة وحمایتها، واتخاذ التدابیر اللازمة في الحالات التي تكون فیها معرضة للتخریب أو التدمیر.

7. یدعو إلى قیادة سیاسیة وإلى تعزیز الجهود الدولیة لتشجیع الحوار العالمي من أجل تعزیز ثقافة التسامح والسلم على جمیع المستویات، على أساس احترام حقوق الإنسان وتنوع الأدیان والمعتقدات؛ ویحث الدول والمنظمات غیر الحكومیة وزعماء الدین ووسائل الإعلام المكتوبة والالكترونیة على دعم مثل هذا الحوار وتعزیزه.

8. یرحب، في هذا الصدد، بالخطوات التي اتخذها الأمین العام لمنظمة التعاون الإسلامي للانخراط البناء مع جمیع المعنیین وصانعي الرأي العام المؤثرین، ولا سیما في الغرب، بغیة محاربة ظاهرة الإسلاموفوبیا من خلال صیاغة إستراتیجیة شاملة ترمي إلى خلق بیئة دولیة تفضي إلى الوئام الدیني والحضاري، ویطلب منه مواصلة هذه الجهود.

9. يطلب من الأمين العام اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتنفيذ هذا القرار وتقديم توصيات إضافية حسب الاقتضاء ورفع تقرير بشأنه إلى الدورة الخامسة والأربعين لمجلس وزراء الخارجية.

------