إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي السادس في جدة 12- 15 يوليه 1975- البيان الختامي
المصدر: "منظمة المؤتمر الإسلامي، بيانات وقرارات مؤتمرات القمة ووزراء الخارجية 1969-1981، ص 111 - 118"

          ان لأمتنا الاسلامية تطلعاتها نحو مستقبل افضل، يأمن فيه كل مجتمع اسلامي من الجوع بالغذاء، ومن الأمية بالعلم، ومن الآلام بالعلاج، وينعم في ظله بقيم روحية واخلاقية وانسانية يستمدها من عقيدته ليوازن بها ماديات الحياة التي يعيشها ويرتفع بها الفرد الى مستوى انساني اعلى.

          كما ان للانسان المسلم تطلعاته في ان يشعر بانتمائه لامة واحدة يحس بوحدتها وهو ينتقل من مجتمع الى آخر في ارجاء العالم الاسلامي، ومثل هذا الشعور بالانتماء لا يتولّد في الفرد الا اذا احس بأن تلك المجتمعات تتماثل أو تتشابه في ملامحها الاسلامية العامة. ومن ثم فان سياستنا الاقتصادية والاجتماعية لكي تكون سياسة اسلامية لا بد وان يكون لها محتوى روحي ومحتوى مادي معاً.

          لقد اتخذنا كثيراً من القرارات في مؤتمرات القمة وفي مجلسنا الموقّر هذا، بشأن السياسة المطروحة امامنا اليوم، ولكن رجع الصدى لتلك القرارات كان ولا يزال محدوداً، وهذا الواقع يحتاج الى المزيد من العزم والتصميم والمزيد من العمل والجهد من التنسيق السياسي بيننا كمجموعة واحدة لتتحرك على الصعيد الدولي كوحدة واحدة، كما يحتاج هذا الواقع ايضاً الى متابعة تنفيذ قراراتنا بشأن القدس الشريف وذلك بأن قرّر المؤتمر انشاء لجنة لمتابعة تنفيذ مقرراتنا ضد العبث الصهيوني بمقدساتنا.

          ان سياسة حكومة المملكة العربية السعودية هي الاستمرار على نهج سياسة الفيصل رحمه الله، في دعم التضامن الاسلامي وبذل كل جهد في سبيل العمل على ما فيه رفعة الاسلام واعزاز شأن المسلمين.

          ثم عرض سمو الرئيس على المؤتمر طلب انضمام جمهوريتي العراق ومالديف كعضوين دائمين، ووافق على انضمامهما بالاجماع، كما عرض سموه طلب جمهورية نيجيريا الانضمام الى المؤتمر كمراقب فتمت الموافقة على طلبها.

          وبعد ان قرأ سورة الفاتحة على روح صاحب الجلالة فيصل بن عبد العزيز، طيب الله ثراه، اقر المؤتمر جدول اعماله بعد ان استعرض الموضوعات المدرجة فيه وكون اللجان الآتية لدراستها وتقديم مشاريع القرارات بشأنها الى المؤتمر:
          1 - اللجنة السياسية.
          2 - اللجنة الاقتصادية والاجتماعية والدينية.
          3 - اللجنة الادارية والمالية.

          ونظراً للأهمية البالغة لقضية القدس الشريف والنضال الفلسطيني، فقد اولى المؤتمر هذا الأمر عناية خاصة، وأوكله الى اللجنة السياسية ليحتل مكان الصدارة في اعمالها.

          وكانت لجنة مديري الاذاعات الاسلامية توالي اجتماعاتها وقدمت للمؤتمر مشروع النظام الاساسي لمنظمات الاذاعات الاسلامية التي قرّر المؤتمر اقامتها في جدة.

          وتوالت بعد الجلسة الأولى اجتماعات المؤتمر حيث استمع الى تقرير الامين العام الذي استعرض فيه نشاط الامانة العامة خلال السنة الماضية، ملقياً الضوء على موضوعات جدول الاعمال والقضايا التي تهم المؤتمر.

          وقد استمع المؤتمر خلال الجلسات الى كلمات رؤساء الوفود، الذين اعربوا جميعاً عن اقتناعهم بأن المؤتمر الحالي يعقد في ظروف دولية صعبة تتطلب جهوداً مضاعفة من الدول الاعضاء، ومزيدا من التعاون والتضامن

<4>