(تابع) مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي السادس في جدة 12- 15 يوليه 1975- البيان الختامي
المصدر: "منظمة المؤتمر الإسلامي بيانات وقرارات مؤتمرات القمة ووزراء الخارجية 1969- 1981، ص 111- 118"

بينها لخدمة المسلمين في كل مكان، والاسهام في حل مشكلاتهم، والتخفيف من وطأة الظروف العالمية التي يعانون منها. وعبر رؤساء الوفود عن الخسارة الفادحة التي مني بها العالم الاسلامي بوفاة صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله وأشادوا بالأثر الكبير الذي تركه مما افاد ويفيد العالم الاسلامي من جهد امثاله من القادة الرواد.

          وفي احدى الجلسات، بدعوة من المؤتمر، استمعت الوفود باهتمام وتعاطف، الى العرض التفسيري الذي قدمه السيد رؤف دنكتاش رئيس الطائفة التركية القبرصية ونائب رئيس جمهورية قبرص، وأحيط المؤتمر علماً بالجهود المستمرة التي تبذلها هذه الطائفة للحفاظ على مصالحها المشروعة وعلى طابعها الاسلامي في اطار جمهورية قبرصية اتحادية ذات منطقتين، مستقلة ذات سيادة، غير منحازة خالية من القواعد العسكرية الاجنبية، تعيش فيها الطائفتان التركية واليونانية في أمن وسلام، يواكبه احترام حقوقهما المتساوية.

          وبعد انتهاء اللجان الثلاث، من اعمالها، تقدمت بمشروعات القرارات التي اقترحتها على المؤتمر حيث قام بمناقشتها ودراستها اولاً بأول، وقد ساد جو المناقشات روح التعاون والتفاهم والثقة المتبادلة مما اضفى على جلسات المؤتمر اهمية خاصة. واعطاه قدرة على الخروج بقرارات بنّاءة مدروسة تتميز بالواقعية والجدية.

          لقد جاء المؤتمر الاسلامي السادس ثمرة طيبة لمؤتمرات القمة الاسلامية وتتويجاً لجهود مؤتمرات وزراء الخارجية السابقة، ومرحلة جديدة من مراحل التضامن الاسلامي، الذي ندعو الله العلي القدير ان يزيده قوة وتلاحماً، ويمهّد له السبيل ليحقّق كامل الأغراض السامية المتوخاة منه.

          ان قرارات المؤتمر الاسلامي السادس، قد شملت كل القضايا التي تهم العالم الاسلامي في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

المجال السياسي:
          1 - اتخذ المؤتمر قراراً بتشكيل لجنة دائمة لمتابعة قضية القدس تعمل على تنفيذ القرارات التي اتخذت بشأنها من قبل المؤتمر الاسلامي وتتابع تنفيذ قرارات الهيئات الدولية الاخرى المؤيدة للحق العربي ولموقف المؤتمر الاسلامي، وخوّل المؤتمر اللجنة تقديم ما تراه من توصيات للدول الاعضاء، واتخذ المؤتمر قراراً بتأييد الحق العربي في فلسطين وتأييد النضال المشروع لاسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني. ودعا الدول الاخرى لتأييد هذا النضال ضد الاستعمار والصهيونية بكافة الوسائل.

          2 - كما ادان المؤتمر انتهاك اسرائيل لحقوق الانسان في الاراضي العربية المحتلة ويعتبر ان جميع التغييرات البشرية والجغرافية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية لاغية.

          ويدين الدول التي تقدم الدعم العسكري والاقتصادي والبشري لاسرائيل، ويطالب الدول الاعضاء بقطع علاقاتها السياسية والثقافية والاقتصادية مع اسرائيل وطرد اسرائيل من الأمم المتحدة.

          3 - وبشأن الشرق الاوسط اتخذ المؤتمر قراراً بمساندة دول المواجهة والشعب الفلسطيني في النضال لاسترجاع الحقوق المغتصبة، كما يدين القرار سياسة اسرائيل التوسعية ورفضها الانصياع لقرارات الامم المتحدة، ويدعو مجلس الامن باصدار قرار يتضمن اجراءات لتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3236 د// 29 المتعلق بقضية فلسطين، واعتبار المؤامرات الصهيونية خطراً مباشراً على السلام العالمي.

<5>