الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
كنعان قبل قيام إسرائيل
فلسطين في عهد الملوك
سوريا في عهد الأشوريين
سوريا في العصر اليوناني
سوريا في العصر البيزنطي
سوريا في العصر الإسلامي
التقسيمات العثمانية في سوريا
الموستوطنات في فلسطين
اتفاقية سايكس / بيكو
الحدود في مؤتمر الصلح
حدود فلسطين تحت الانتداب
مشروع لجنة بيل
تقسيم فلسطين
تقسيم فلسطين الأمم المتحدة
مسرح عمليات فلسطين
تعبئة مسرح العمليات
أهداف القوات العربية
اتجاهات تقدم الجيوش العربية
محصلة الجولة الأولى
طريق تل أبيب - القدس
العملية تخشون
العملية يبوس
العملية مكابي
معركة مشمار هاعميك
العملية مسباريم
العملية شاميتز
العملية يفتاح
العملية يفتاح (2)
العملية بن عامي
العملية بن عامي (2)
الاستيلاء على عتصيون
أوضاع الألوية الإسرائيلية
معارك المالكية
معركة وادي الأردن
معركة مشمار هايردن
معركة جيشر
معركة جنين
دخول الفيلق الأردني القدس
معركة القدس
معركة اللطرون
معركة اللطرون (2)
القوات المصرية في فلسطين
معركة يدمردخاي
معركة أسدود
معركة نيتسانيم
القوات المصرية في الأولى
الموقف في الفترة الأولى
العملية "باروش"
العملية "ديكيل"
العملية "داني"
القتال المصري الإسرائيلي
معركة "نجبا"
معركة "جلؤون"
معركة "بئروت بتسحاق"
العملية "مافيت لابوليش"
الموقف في عراق سويدان
معركة "العسلوج"
أوضاع المحور العرضي
العملية "يؤاف"
العملية "يؤاف" (2)
العملية "هاهآر"
العملية "حيرام"
القتال في الفالوجا
العملية أساف
العملية حوريف
القتال في المحور الشرقي
العملية "عوفدا"

الملحق الرقم (27)

مذكرة بمحادثات الملك عبد العزيز آل سعود

مع الرئيس روزفلت

(14 فبراير 1945)

وزارة الخارجية

واشنطن

          مذكرة بمحادثة دارت بين ملك المملكة العربية السعودية (الملك عبدالعزيز آل سعود) والرئيس الأمريكي روزفلت، في 14 شباط/فبراير 1945، على ظهر الباخرة الأمريكية "كوينسي".

أولاً:

          طلب الرئيس الأمريكي من جلالته المشورة بالنسبة لمشكلة اللاجئين اليهود الذين طُردوا من ديارهم في أوروبا، وقد أجاب جلالته بأنه في رأيه، ينبغي لليهود أن يعودوا إلى العيش في الأراضي التي طُردوا منها. أما اليهود الذين دُمرت ديارهم تماماً وليست لديهم سُبل للعيش في أوطانهم، فينبغي أن يُعطى لهم مجال حيوي في بلدان المحور التي اضطهدتهم. وقد علق الرئيس بقوله: إن بولندا قد تعتبر حالة تستحق الدراسة فيما يتصل بالموضوع. إذ يبدو أن الألمان قد قتلوا ثلاثة ملايين من اليهود البولنديين، مما ينبغي على أساسه إيجاد مكان في بولندا لإعادة توطين كثير من اليهود ممن لا وطن لهم.

          وقد عرض جلالته بعد ذلك قضية العرب وحقوقهم المشروعة في أراضيهم، وأوضح أن العرب واليهود لا يمكن أن يتعاونا أبداً، لا في فلسطين، ولا في أي بلد آخر. واسترعى جلالته الانتباه إلى التهديد المتزايد الذي يتعرض له وجود العرب، والأزمة التي نجمت عن استمرار الهجرة اليهودية وشراء الأرض من قبل اليهود. وأوضح جلالته أيضاً أن العرب يفضلون الموت على أن يتخلوا عن أراضيهم لليهود.

          وأوضح جلالته أن أمل العرب يقوم على أساس كلمة الشرف التي أعطاها الحلفاء، وعلى حب الولايات المتحدة المعروف للعدالة، وتوقع مساندة الولايات المتحدة لهم.

          وأجاب الرئيس أنه يود أن يطمئن جلالته أنه لن يفعل شيئاً لمساعدة اليهود ضد العرب، وأنه لن يقوم بأي تحرك معاد للشعب العربي، وذكر جلالته بأنه من المستحيل منع إلقاء الخطب، وإصدار القرارات في الكونغرس أو في الصحافة، والتي يمكن أن تُتخذ بشأن أي موضوع. وقال إن توكيده هذا يتعلق بسياسته هو مستقبلاً كرئيس للسلطة في حكومة الولايات المتحدة.

          وقد وجه جلالته الشكر إلى الرئيس لبيانه، وأشار إلى المقترح المتعلق بإيفاد بعثة عربية إلى أمريكا وإنجلترا لشرح قضية العرب وفلسطين. وقال الرئيس إنه يعتقد أنها فكرة طيبة جداً، لأنه يعتقد أن هناك أناساً كثيرين في أمريكا وإنجلترا قد أعطيت لهم معلومات خاطئة، وقال جلالته إن بعثة من هذا القبيل لإطلاع الناس مفيدة ولكن الأهم بالنسبة له ما قاله الرئيس لتوه فيما يتعلق بسياسته تجاه الشعب العربي.

ثانياً:

          وقد أوضح جلالته أن مشكلة سورية ولبنان تسبب له قلقاً عميقاً، وسأل الرئيس عما سيكون عليه موقف حكومة الولايات المتحدة لو أن فرنسا استمرت في الضغط على سورية ولبنان بمطالب لا تطاق، وأجاب الرئيس: أن الحكومة الفرنسية قد قدمت له كتابة ضمانها باستقلال سورية ولبنان، وأن بوسعه في أي وقت أن يكتب إلى الحكومة الفرنسية مصمماً على أن تحترم كلمتها. وقال إنه في حالة ما إذا أعاقت الحكومة الفرنسية استقلال سورية ولبنان، فإن حكومة الولايات المتحدة سوف تقدم لسورية ولبنان كل التأييد الممكن فيما خلا استعمال القوة.

ثالثاً:

          وتحدث الرئيس عن اهتمامه الكبير بالزراعة، معلناً أنه هو نفسه كان مزارعاً. وأكد الحاجة لتنمية المصادر المائية، وزيادة رقعة الأرض المزروعة وأيضاً تشغيل الدواليب التي تسِّير العمل في البلاد. وأعرب عن اهتمام خاص بالري، وزراعة الأشجار، والقوة المائية التي يأمل أن يتم تطويرها بعد الحرب في بلدان كثيرة، بما في الأراضي العربية. وبعد أن أوضح مودته تجاه العرب، ذكر جلالته بأن من شأن زيادة الأراضي المزروعة، خفض مساحة الصحراء وتوفير أسباب العيش لعدد أكبر من السكان. وقد وجه جلالته الشكر إلى الرئيس لتشجيعه الزراعة بهذا القدر من القوة، ولكنه قال: إنه هو نفسه لا يستطيع أن ينهمك بأي حماس في تنمية الزراعة والأشغال العامة ببلده إذا كان هذا الإزدهار سوف يرثه اليهود.

ـــــــــــــــــ



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة