الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
كنعان قبل قيام إسرائيل
فلسطين في عهد الملوك
سوريا في عهد الأشوريين
سوريا في العصر اليوناني
سوريا في العصر البيزنطي
سوريا في العصر الإسلامي
التقسيمات العثمانية في سوريا
الموستوطنات في فلسطين
اتفاقية سايكس / بيكو
الحدود في مؤتمر الصلح
حدود فلسطين تحت الانتداب
مشروع لجنة بيل
تقسيم فلسطين
تقسيم فلسطين الأمم المتحدة
مسرح عمليات فلسطين
تعبئة مسرح العمليات
أهداف القوات العربية
اتجاهات تقدم الجيوش العربية
محصلة الجولة الأولى
طريق تل أبيب - القدس
العملية تخشون
العملية يبوس
العملية مكابي
معركة مشمار هاعميك
العملية مسباريم
العملية شاميتز
العملية يفتاح
العملية يفتاح (2)
العملية بن عامي
العملية بن عامي (2)
الاستيلاء على عتصيون
أوضاع الألوية الإسرائيلية
معارك المالكية
معركة وادي الأردن
معركة مشمار هايردن
معركة جيشر
معركة جنين
دخول الفيلق الأردني القدس
معركة القدس
معركة اللطرون
معركة اللطرون (2)
القوات المصرية في فلسطين
معركة يدمردخاي
معركة أسدود
معركة نيتسانيم
القوات المصرية في الأولى
الموقف في الفترة الأولى
العملية "باروش"
العملية "ديكيل"
العملية "داني"
القتال المصري الإسرائيلي
معركة "نجبا"
معركة "جلؤون"
معركة "بئروت بتسحاق"
العملية "مافيت لابوليش"
الموقف في عراق سويدان
معركة "العسلوج"
أوضاع المحور العرضي
العملية "يؤاف"
العملية "يؤاف" (2)
العملية "هاهآر"
العملية "حيرام"
القتال في الفالوجا
العملية أساف
العملية حوريف
القتال في المحور الشرقي
العملية "عوفدا"

الملحق الرقم (39)

مذكرة الأدميرال ر.هـ. هيلنكوتر

إلى الرئيس هاري ترمان

(12 أبريل 1948)

وكالة المخابرات المركزية

واشنطن 25 د.س

12 أبريل 1948

مذكرة إلى: الرئيس،

وزير الخارجية،

وزير الدفاع،

الموضوع: عمليات النقل الجوي السرية في أوروبا.

          تتزايد عمليات النقل السرية للذخائر بواسطة الطائرات إلى مناطق أجنبية شديدة الحساسية، مثل شمال إيطاليا وفلسطين، كما أن الطائرات التي تعود ملكيتها للولايات المتحدة والطواقم الأمريكية، تشارك بشكل مباشر في هذه النشاطات، ويبدو أنه لا تتم ممارسة أية ضوابط أمريكية فعالة خارج الولايات المتحدة لمنع هذه العمليات.

تشتمل أمثلة العمليات السرية على ما يلي:

 

(أ)

هبطت طائرة نقل من طراز C-46 تعود ملكيتها لشركة طيران أمريكية غير ُمجَدوَلَة في جنيف يوم 11 آذار (مارس)، حيث لوحظ أن محتوياتها تشتمل على أسلحة صغيرة، ثم رحلت الطائرة في اليوم ذاته متوجهة إلى روما، إلا أنه تم الإبلاغ أنها وُجدت فارغة تماماً وقد تركها طاقمها في أحد المطارات بالقرب من "بيروجيا" في إيطاليا. وكانت وزارة الخارجية قد رخصت لتلك الطائرة بالطيران إلى إيطاليا، حيث زُعِمَ أنها حُولت لاستخدام الركاب المدنيين.

 

(ب)

هبطت طائرة نقل أمريكية من طراز C-54 مجهزة بأربعة محركات، في مطار براغ يوم 31 شهر آذار (مارس)، وقامت الشرطة السرية على الفور بتطويق الطائرة وحملتها بعدد من الصناديق الثقيلة جداً، وأقلعت الطائرة دون حصولها على الترخيص المطلوب، وقام كبير ضباط الشرطة السرية بفرض سلطانه على مسؤولي المطار التشيكي، وأبلغهم أن رحلة الطائرة كانت عملية حكومية، وعندما عادت الطائرة إلى براغ في اليوم التالي حاول الطاقم الأمريكي تجنب التحقيق إلا أنه في النهاية اعترف بأنه نقل شحنة من المعدات والأدوات الطبية إلى إحدى القرى الصغيرة في فلسطين، وعلاوة على ذلك، فقد أكد الطاقم أن مالك الطائرة لم يكن يعلم بالعملية.

 

(ج)

طلبت شركة الطيران التشيكية CSA من مكتب الحاكم العسكري الأمريكي في ألمانيا في أوائل شهر آذار (مارس) ترخيص لتشغيل رحلتين جويتين أسبوعياً لمدة ستة أسابيع كاملة إلى إيطاليا ـ عن طريق "ميونخ" و"انسبروك" ـ من أجل نقل الخشب المقطوع، وكانت الطائرة ستهبط في مطار يقع على الساحل الإيطالي بين جنوا والحدود الفرنسية. (لا يوجد في هذا المطار أي مسؤول عن الجمارك الإيطالية، كما أن الموقع يسمح نقل حمولة الطائرات إلى السفن ليتم شحنها بحراً). وعلى الرغم من أنه يبدو أن أي من تلك الرحلات الجوية لم تتم طبقاً لخطوط السير المذكورة آنفاً، فهنالك داع للاعتقاد أن عمليات عديدة قد نُفذت في شمال إيطاليا بصورة سرية. (اُنظر الملحق لمزيد من المعلومات حول الأمثلة السابقة).

          ومن الواضح أن النشاطات الإضافية غير المسؤولة للطائرات التي تعود ملكيتها للقطاع الأمريكي الخاص والخطوط الجوية الأمريكية غير المجدولة (التى تقوم برحلات غير منتظمة) يمكن أن يكون لها الآثار السلبية التالية على الأمن القومي الأمريكي:

 

(أ)

زيادة نشاط الشيوعيين الإيطاليين، وخاصة في شمال إيطاليا.

 

(ب)

إحراج الولايات المتحدة بسبب تهريب الأسلحة لأي من الجانبين في ظل أعمال القتال الجارية في فلسطين.

 

(ج)

اعتراضات الحكومات الصديقة.

 

(د)

تعزيز أهداف الدول المعادية بنشاطات ليس للولايات المتحدة سيطرة عليها.

ر.هـ. هيلنكوتر
رير أدميرال، بحرية الولايات المتحدة
مدير إدارة المخابرات المركزية

 

ملحق

مثال (أ):

          إن طائرة النقل طراز C-46 التي ذكر أنها هبطت في إيطاليا بعد رحيلها من جنيف في 11 آذار (مارس) مع شحنة من الأسلحة الصغيرة، اكتشفت في اليوم ذاته في "كاستلونيا دي لارجو" وسلم الطيار الطائرة في هذا المطار إلى شركة طيران إيطالية (شركة الطيران الإيطالية) لتحويلها واستخدامها كطائرة للركاب، وعلى الرغم من أن موظفي الجمارك الإيطاليين، الذين أرسلهم مدير الطيران المدني الإيطالي إلى المطار مقدماً، قاموا بفحص الطائرة وأوراق طاقمها، فإنه لم يرد ذكر طبيعة الحمولة، التي من المحتمل أن يكون قد تم تفريغها الآن، وصرح الطيار أنه عند وصوله إلى وجهته أكد له المسؤولون الإيطاليون بأن الإشعار المطلوب سيتم إعطاؤه للسلطات الجوية المختصة. ومن ناحية أخرى، فإن المسؤولين الأمريكيين لم يُبَلغوا بشكل رسمي عن وصول الطائرة، ووُجِد أن جميع تراخيص الطائرة والرحلة الجوية كانت مستوفاة، وقد أبلغ US MAA في روما أن جميع أفراد طاقم الطائرة كانوا من اليهود بشكل واضح، ويشك أن الرحلة الجوية قد يكون لها علاقة بالحركة السرية اليهودية، بالرغم من أنه يشير أيضاً إلى إمكانية قيام طاقم الطائرة ببيع السلع المهربة كعمل إضافي إلى جانب عمله الشرعي. وعلى الرغم من أن A-2 قد أبرق بطلب الحصول على معلومات كاملة بخصوص الشحنة، فإن MAA في روما لم يشر في إجابته إلى أنه أجرى تحقيقاً مع الطيار بخصوص هذه المسألة.

          وتعود ملكية الطائرة C-46 إلى شركة نقل أمريكية غير مجدولة هي "خدمات الخطوط الجوية المتحدة" (يملكها عدد من الأشخاص الأمريكيين المحترمين مثل الرئيس "مارتن بيلي فوند" ونائب الرئيس "وليم بور الصغير" الذي كان يعمل من قبل نائباً لمدير التشغيل السابق لخط ولاية نيويورك الجوي) وتلك الطائرة هي الأولى من عدد من طائرات C-46 التي تحصل لها هذه الشركة على أذون رحلات جوية عن طريق وزارة الخارجية، لتسليمها إلى شركة الطيران الجوية الإيطالية المذكورة آنفاً. وقد ارتاب مكتب المباحث الفيدرالية في نشاطات شركة "خدمات الخطوط الجوية المتحدة" في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي أثناء التحقيق في تصدير المتفجرات بواسطة أحد الزوارق من ميناء نيوآرك" في "نيوجرسي". ويبدو أن بعض الشخصيات المتورطة في عملية التصدير غير الشرعية هذه متورطة أيضاً في تمويل نقل الأسلحة والذخائر إلى أوروبا. والشخص الرئيسي الخاضع للتحقيق هو رجل يدعي "وايزمان" وقد تم تتبع نشاطاته، حيث ظهر اسمه في شيكات عديدة بمبالغ ضخمة جداً من المال (وقد أشارت التقارير أن تحت تصرفه مبلغاً تصل قيمته إلى 2.5 مليون دولار)، وقد تم الاتصال بشركة "خدمات الخطوط الجوية" بواسطة مجموعة من الأفراد منهم "وايزمان" الذي ظهر في إحدى ليالي كانون الثاني (يناير) في مكاتب شركة "برات ـ ستيم شب" في نيويورك. وقد وافقت شركة "خدمات الخطوط الجوية المتحدة" الموجودة في "بروبانك" بكاليفورنيا على أن تُرتب مع شركة "لوكهيد" شراء وتجديد ثلاثة طائرات من طراز "كونستليشن"، كما حصلت أيضاً على مجموعة من طائرات C-46 بلغ عددها اثنتي عشرة طائرة. وفي نفس الوقت تم تأسيس شركة فرعية في باناما تحت اسم "طيران باناما" انضم عليها عدد من طائرات C-46 وواحدة من طراز "كونستليشن" سُجلت كطائرات با نامية. وقد أُبلغت سلطات الطيران المدنية الأمريكية في حينه، وتم شطب هذه الطائرات من قائمة الطائرات الأمريكية واكتسبت الآن وضعاً أجنبياً ولما كانت الحكومة الأمريكية تمنح آلياً تراخيص المرور للطائرات المسجلة في بلدان أجنبية تربطها معها اتفاقيات جوية متبادلة، فقد أصبحت شركة "خدمات الخطوط الجوية" قادرة على الحصول على مثل هذه التراخيص، والمطالبة بوقفات محددة في الولايات المتحدة في طريقها إلى أمريكا الجنوبية، ومنطقة البحر الكاريبي أو أوروبا، كما أن بيانات الحمولة أو قوائم الشحنة لمثل هذه الطائرات تُرخص عادة دون مناقشة، فضلاً أنه لا يتم تفتيش الشحنة الحقيقية حتى في الحالات التى تتطلب وجود تراخيص بالتصدير. ويبدو أن شركة خدمات الخطوط الجوية قد استوفت جميع الإجراءات المطلوبة، فبالرغم من الإشارات العديدة لعمليات الشركة غير الشرعية فإنه يبدو أن الدليل المتوفر حاليا ليس كافياً لمحاكمتها على تلك النشاطات. ومع ذلك فإن التحقيق الذي يقوم به مكتب المباحث الفدرالية مستمر، ومن الواضح أن الحكومة الإيطالية تعاونت تعاوناً وثيقاً مع شركة "خدمات الخطوط الجوية"، إلا أن إهمال المسؤولين الإيطاليين ذوي المراتب الدنيا في التبليغ عن واقعة الطائرة C-46 إلى السلطات الأمريكية في إيطاليا قد يشير إلى أن شحنة الأسلحة قد تم ترتيبها وإفراغها بعلمهم، وربما بتواطئهم أيضاً. (يمكن توقع التعاون النشط بين الإيطاليين اليساريين وعناصر الحركة السرية اليهودية ما دام الاتحاد السوفيتي يؤيد تقسيم فلسطين).

مثال (ب):

وصلت طائرة نقل أمريكية من طراز C-54 إلى براغ في الحادي والثلاثين من شهر آذار (مارس)، وقامت الشرطة السرية التشيكية بتطويقها وعزلها على الفور، وتقدمت منها شاحنتان ضخمتان نقل منهما خمسة وثلاثون صندوقاً ضخماً إلى الطائرة، ثم أقلعت الطائرة على الفور ودون إجراء التراخيص اللازمة مع مسؤولي المطار، كما قام قائد الشرطة السرية بإخماد احتجاجات هؤلاء المسؤولين على أساس أن تلك عملية حكومية. وفي اليوم التالي عادت الطائرة وقام ممثلي السفارة الأمريكية والملحق العسكري باستجواب الطيار وطاقم الطائرة. واعترف "سيمور ليرنر" صراحة أنه مسؤول عن رحلة الطائرة، وكشف النقاب أن الطائرة تعود ملكيتها إلى "رالف كوكس" من نيويورك، الذي يقوم بتشغيل رحلات جوية طارئة تحت اسم خطوط المحيط الجوية التجارية. وكانت الطائرة مؤجرة في باريس من قِبل "ليرنر" إلى شخص بريطاني يدعى "كوبر" دون علم "رالف كوكس" وإن كان وفق التفويض العام الذي منحه "كوكس" إلى "ليرنر" لنقل الحمولات من براغ إلى أماكن مختلفة. وحُملت الطائرة في براغ بحمولة وزنها أربعة عشر ألف رطل أُعلن عنها في بيان الحمولة أنها أدوات وآلات جراحية، ثم أقلعت الطائرة في رحلة بلا توقف إلى بيت "دراس" في فلسطين. وعادت الطائرة إلى براغ بعد أن أفرغت الحمولة في مكانها المحدد. ويعتقد السفير الأمريكي "ستين هاردت" أن كل ما ذكر آنفاً من حقائق صحيح في جوهره، وأن الصناديق كانت تحتوى غالباً على أسلحة صغيرة أو ذخيرة. (وقرية بيت دراس هى قرية عربية تقع على مقربة من الساحل الفلسطيني)، وطبقاً للموقف المائع القائم في المنطقة لم يُعرف ما إذا كانت الشحنة سُلمت إلى وكلاء يهود أو عرب.

          إن التحقيق مع هذه الشركة الجوية في الولايات المتحدة قد كشف النقاب عن المعلومات التالية: إن خطوط المحيط الجوية التجارية تعمل من أحد المطارات في "لورينبورج ماكستون" شمال كارولينا، على بعد نحو خمسة وعشرين ميلاً من "بوب فيلد" (قاعدة جوية تابعة للقوات المسلحة الأمريكية). وأن الخطوط الجوية الأمريكية تستخدم السيد "كوكس" ومعظم الموظفين العاملين معه على أساس العمل بعض الوقت، وعندما يعمل طاقم الطائرات لحساب خطوط المحيط الجوية التجارية، فإنه يرتدي بزات تابعة للخطوط الجوية الأمريكية مع إزالة الشارات المميزة للشركة. ومن الواضح أن للشركة الجوية برنامجاً كثيفاً من التعهدات، وتقوم باستخدام طائرات من طراز C-59, DC-3 في مهمات إلى كل من أمريكا الجنوبية وأوروبا.

مثال (ج)

          لم تُستلم أية معلومات مؤكدة بخصوص عمليات شركة الخطوط الجوية التشيكية في سلسلة من الرحلات الخاصة إلى "فيلانوفا دي ألبيجنا" الواقعة بالقرب من الساحل الإيطالي بين جنوا والحدود الفرنسية (كانت فيلانوفا البيجنا قد أقامت خدمة طيران إلى تريستا عن طريق ميلانو والبندقية. ويتم تشغيل الرحلات المقررة ثلاث مرات أسبوعياً). وقد ذكر مهندس طيران أمريكي أن طائرة تشيكية تحمل أحرف التعارف OAJ حلقت في اليوم الثاني من نيسان (أبريل) فوق ميونخ، ومن الواضح أنها كانت في طريقها إلى نيس في فرنسا، ولم يُطلب أو يُمنح لها أي ترخيص للتحليق فوق المنطقة الأمريكية.

ـــــــــــــــــــ



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة