الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
كنعان قبل قيام إسرائيل
فلسطين في عهد الملوك
سوريا في عهد الأشوريين
سوريا في العصر اليوناني
سوريا في العصر البيزنطي
سوريا في العصر الإسلامي
التقسيمات العثمانية في سوريا
الموستوطنات في فلسطين
اتفاقية سايكس / بيكو
الحدود في مؤتمر الصلح
حدود فلسطين تحت الانتداب
مشروع لجنة بيل
تقسيم فلسطين
تقسيم فلسطين الأمم المتحدة
مسرح عمليات فلسطين
تعبئة مسرح العمليات
أهداف القوات العربية
اتجاهات تقدم الجيوش العربية
محصلة الجولة الأولى
طريق تل أبيب - القدس
العملية تخشون
العملية يبوس
العملية مكابي
معركة مشمار هاعميك
العملية مسباريم
العملية شاميتز
العملية يفتاح
العملية يفتاح (2)
العملية بن عامي
العملية بن عامي (2)
الاستيلاء على عتصيون
أوضاع الألوية الإسرائيلية
معارك المالكية
معركة وادي الأردن
معركة مشمار هايردن
معركة جيشر
معركة جنين
دخول الفيلق الأردني القدس
معركة القدس
معركة اللطرون
معركة اللطرون (2)
القوات المصرية في فلسطين
معركة يدمردخاي
معركة أسدود
معركة نيتسانيم
القوات المصرية في الأولى
الموقف في الفترة الأولى
العملية "باروش"
العملية "ديكيل"
العملية "داني"
القتال المصري الإسرائيلي
معركة "نجبا"
معركة "جلؤون"
معركة "بئروت بتسحاق"
العملية "مافيت لابوليش"
الموقف في عراق سويدان
معركة "العسلوج"
أوضاع المحور العرضي
العملية "يؤاف"
العملية "يؤاف" (2)
العملية "هاهآر"
العملية "حيرام"
القتال في الفالوجا
العملية أساف
العملية حوريف
القتال في المحور الشرقي
العملية "عوفدا"

ثالثاً: تطور الموقف السياسي والعسكري خلال فترة القتال الرابعة (22 ديسمبر 1948 ـ 7 يناير 1949)

1. عام

اشتملت فترة القتال الرابعة علي عمليتين علي الجبهة المصرية، الأولي هي العملية الهجومية الإسرائيلية الرئيسية التي كانت تهدف إلي تصفية الوجود المصري في فلسطين كُليةً وأطلق الإسرائيليون عليها اسم العملية "حوريف" (حوريب)، والثانية هي العملية الهجومية الفرعية المكملة لها والتي كانت تهدف إلي تصفية جيب الفالوجا وأطلق الإسرائيليون عليها أسم العملية "حيسول".

وكان الدافع الأساسي وراء هذه العمليات هو إحباط أي محاولة لإعطاء النقب للعرب في أي تسوية سياسية نهائية – حسبما كان يقضي مشروع "برنادوت" الأخير ـ وهو الأمر الذي كان لا يزال يراود الحكومة البريطانية حتى يستمر الاتصال البري بين مصر وشرق الأردن بما يخدم سياستها الدفاعية الجديدة في المنطقة، ولما كانت القوات المصرية هي العائق الأساسي أمام استحواذ القوات الإسرائيلية علي باقي النقب فقد كان عليها أولاً التخلص من هذه القوات حتى تمد سيطرتها حتى خليج العقبة.

وقد بدأ التخطيط لتصفية الوجود المصري في النقب خلال شهر نوفمبر عندما وجد "بن جوريون" أنه كان علي حق في تقديره لردود الفعل الدولية والعربية حيال المخطط الإسرائيلي للتوسع الإقليمي علي حساب القسم العربي في فلسطين، ومن ثم أعطي رئيس الوزراء الإسرائيلى الضوء الأخضر لبدء العد التنازلي للعملية "حوريف".

وخلال اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي في الثامن من ديسمبر أخطر"بن جوريون" وزراءه انه قد تم اتخاذ جميع التحضيرات اللازمة لطرد المصريين من النقب بعد أيام قلائل. وما أن رُفعت جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة وبدأت إجازة أعياد الميلاد ورأس السنة للأمم المسيحية، حتى وجد "بن جوريون" أن المسرح الدولي قد أصبح مهيئاً لاستئناف القتال ضد الجبهة المصرية قبل عودة المنظمة الدولية لاستئناف عملها.

2. العملية "حوريف" (حوريب) (22ديسمبر 1948 ـ 7 يناير 1949)

أ. خطة العملية

استهدفت العملية "حوريف" تصفية الوجود العسكري المصري في فلسطين تمهيداً لاستكمال السيطرة علي النقب، وتلخصت فكرة العملية في القيام بحركة التفاف واسعة حول الدفاعات المصرية من ناحية الجنوب وطي المواقع المصرية في اتجاه الغرب والشمال ناحية البحر. وحشدت رئاسة الأركان الإسرائيلية لهذه العملية خمسة لواءات تحت قيادة "إيجال آلون" قائد الجبهة الجنوبية هي، "جولاني" والثامن المدرع و"اسكندروني" و"النقب" بالإضافة إلي اللواء "هارئيل".

واستهدفت المرحلة الأولي للعملية تقويض النظام الدفاعي المصري في قطاع "العسلوج/ العوجة" مع القيام بهجوم تضليلي في القطاع الساحلي لتثبيت قواته ودق إسفين لشطر تلك القوات وتهديد مواصلاتها، بينما استهدفت المرحلة الثانية استكمال تطويق القوات المصرية وضغطها في اتجاه البحر والغرب توطئه للقضاء عليها أو إجبارها علي الانسحاب من فلسطين.

وكانت خطة العملية تقضي في المرحلة الأولي بقيام اللواء "جولاني" بالهجوم التضليلي علي القطاع الساحلي للجبهة لجذب انتباه القيادة المصرية إلي هذا الاتجاه، مع دق إسفين في هذا القطاع عند مستعمرة "كفار داروم" لشطر القوات المصرية فيه وعزلها عن قواعدها في سيناء.

وعندما يتم جذب انتباه القيادة المصرية وتتحرك احتياطياتها لمواجهة هجوم اللواء "جولاني" في الغرب، يتقدم اللواء الثامن المدرع ومعه كتيبة من لواء "النقب" من منطقة التجمع في "الخلصة" عبر الطريق الروماني القديم "ووادي الأبيض" للاستيلاء علي المواقع المصرية في "العوجة" بعد تطويقها، في الوقت الذي تقوم فيه باقي قوات لواء "النقب" بالهجوم للاستيلاء علي المواقع المصرية في منطقة "العسلوج" (بئر الثميلة وتباب الشريف) والتقدم غرباً للاستيلاء علي تبة "المشرفة" والاتصال بقوات اللواء الثامن في "العوجة". ومع نهاية المرحلة الأولي يقوم اللواء "اسكندروني" الذي يحاصر جيب "الفالوجا" ـ بالهجوم علي "عراق المنشية" لتصفية ذلك الجيب أو إجبار قواته علي التسليم. أما اللواء "هارئيل" فقد قضت خطة العملية ببقاء باقي قواته كاحتياطي عام للجبهة الجنوبية.

أما خطة المرحلة الثانية فقد اختلفت في شأنها المصادر المصرية والإسرائيلية فبينما تشير المصادر الأخيرة إلي أن تلك المرحلة كانت تقضي بتقدم اللواء الثامن شمالاً في اتجاه "رفح" لاستغلال النجاح وتطويق القوات المصرية في الشريط الساحلي تمهيداً لتدميرها بالتعاون مع اللواء "جولاني واللواء "هارئيل"، وأن انهيار الجناح الشرقي للجبهة المصرية شجع قيادة الجبهة الجنوبية علي التقدم شمالاً نحو "العريش" وغرباً نحو "بير الحمة" بغرض الإغارة خروجاً عن الخطة الأصلية التي صدقت عليها القيادة الإسرائيلية"، فإن المصادر المصرية وإن كانت تتفق مع المصادر الإسرائيلية في الشق الأول مما أشارت إليه، إلا أنها تختلف معها بشأن التقدم نحو العريش استناداً إلي تسلسل الأحداث ونتائجها وبعض ما أفصح عنه" إسحاق رابين" في مذكراته، حيث تري المصادر المصرية أن انهيار الجناح الشرقي للجبهة المصرية شجَّع قيادة الجبهة الجنوبية علي توسيع حركة التطويق للاستيلاء علي العريش خروجا علي الخطة الأصلية لحرمان القوات المصرية من قاعدتها الإدارية والإسراع بانهيار الجناح الغربي للجبهة المصرية، إلا أن فشل القوات الإسرائيلية أمام العريش أجبر قيادة الجبهة الجنوبية علي العودة إلي الخطة الأصلية والهجوم علي "رفح".

وكما حدث خلال العملية "يوآف" كانت خطة العملية "حوريف" تقضي بقيام القوة الجوية الإسرائيلية في البداية بشل قاعدة "العريش" الجوية لتوفير الظروف الملائمة لنجاح العملية وحماية ومعاونة القوات الإسرائيلية القائمة بالهجوم، كما كان علي القوة البحرية الإسرائيلية إحكام الحصار البحري علي الشريط الساحلي بين "غزة" و"رفح" والتصدي للسفن المصرية التي تحاول اختراق ذلك الحصار.

وقد نجحت القيادة الإسرائيلية فعلاً في خداع القيادة المصرية بالنسبة لاتجاه مجهودها الرئيسي حتى قبل أن تبدأ تنفيذ العملية، وقد شارك "النقراشي" باشا رئيس الوزراء المصري ـ دون أن يدري ـ في عملية الخداع الإسرائيلية، عندما أرسل إلي وزارة الدفاع الوطني نَّص البرقية المرسلة إليه من الحكومة السورية، والتي تحذره فيها من هجوم إسرائيلي مرتقب علي "غزة". أما نصُّ تلك البرقية فكان كما يلي:

"التاريخ 17/12/1948.

"بَلِّغوا دولت النقراشي باشا ما يلي:

"أولاً : علمنا من مصدر محايد موثوق أنه شاهد بتاريخ الخامس والثامن الجاري القوات اليهودية تحتشد في قري "جوليس" و"بيت جبرين" و"الدوايمة" و"بئر سبع" (بئر السبع) بغية القيام بهجوم خاطف علي "غزة" ـ ستقوم بهذا الهجوم القوات المدرعة اليهودية، في حين أن قوى المشاة المنقولة المدعومة بحاملات البرن ستهاجم غزة نفسها، تاريخ الهجوم من العشرين إلي الخامس والعشرين الجاري".



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة