الملحق الرقم (7)
(تابع) الرسائل المتبادلة بين الشريف حسين وسير هنري مكماهون
من 14 يوليه 1915 إلى 10 مارس 1916
من الشريف حسين إلى مكماهون
بسم الله الرحمن الرحيم
مكة في 29 شوال سنة 1333 ( 9 سبتمبر سنة 1915 )
لصاحب السعادة والرفعة نائب جلالة الملك بمصر، سلمه الله
بمزيد من السرور والغبطة تلقيت كتابكم المؤرخ فى19 شوال وطالعته بكل احترام واعتبار رغم شعورى بغموضه وبرودته وتردده فيما يتعلق بنقطتنا الأساسية، أعنى نقطة الحدود.
وأرى من الضرورى أن أؤكد لسعادتكم اخلاصنا نحو بريطانيا العظمى واعتقادنا بضرورة تفضيلها على الجميع فى كل الشئون وفى أى شكل، وفى أية ظروف ويجب أن أؤكد لكم أيضا أن مصالح اتباع ديانتنا كلها تتطلب الحدود التى ذكرتها لكم.
ويعذرنى فخامة المندوب اذا قلت بصراحة أن " البرودة " و " التردد " اللذين ضمنهما كتابه فيما يتعلق بالحدود وقوله أن البحث فى هذه الشئون انما هو اضاعة للوقت، وان تلك الاراضى لا تزال بيد الحكومة التى تحكمها... ويعذرنى فخامته اذا قلت أن هذا كله يدل على عدم الرضا، أو على النفور أو على شىء من هذا القبيل.
فان هذه الحدود المطلوبة ليست لرجل واحد نتمكن من ارضائه ومفاوضته بعد الحرب بل هى مطالب شعب يعتقد أن حياته فى هذه الحدود وهو متفق بأجمعه على هذا الاعتقاد.
وهذا ما جعل الشعب يعتقد أنه من الضرورى البحث فى هذه النقطة قبل كل شىء مع الدولة التى يثقون بها كل الثقة ويعلقون عليها كل الآمال وهى بريطانيا العظمى.
واذا أجمع هؤلاء على ذلك فانما يجمعون عليه فى سبيل الصالح المشترك. وهم يرون أنه من الضرورى جدا أن يتم تنظيم الاراضى المجزأة، ليعرفوا على أى أساس يؤسسون حياتهم كى لا تعارضهم إنجلترا أو إحدى حليفاتها في هذا الموضوع مما يؤدى الى نتيجة معاكسة، الأمر الذى حرمه الله.
وفوق هذا فان العرب لم يطلبوا- فى تلك الحدود- مناطق يقطنها شعب أجنبى بل هى عبارة عن كلمات وألقاب يطلقونها عليها.
|