من السير هنرى مكماهون إلى الشريف حسين
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى صاحب الاصالة والرفعة وشرف المحتد سلالة بيت النبوة والحسب الطاهر والنسب الفاخر دولة الشريف المعظم السيد حسين بن على أمير مكة المكرمة قبلة الإسلام والمسلمين. أدامه الله فى رفعة وعلاء.
وبعد، فقد وصلنى كتابكم الكريم بتاريخ 24 ذى الحجة 1333 وسرني ما رأيت فيه من قبولكم اخراج ولايتى مرسين واضنه من حدود البلاد العربية.
وقد تلقيت أيضا بمزيد السرور والرضا تأكيداتكم أن العرب عازمون على السير بموجب تعاليم الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وغيره من السادة الخلفاء الأولين- التعاليم التى تضمن حقوق كل الأديان وامتيازاتها على السواء.
هذا، وفى قولكم أن العرب مستعدون أن يحترموا ويعترفوا بجميع معاهداتنا مع روساء العرب الآخرين يعلم منه طبعا أن هذا يشمل جميع البلاد الداخلة فى حدود المملكة العربية لأن حكومة بريطانيا لا تستطيع أن تنقض إتفاقات قد أبرمت بينها وبين أولئك الروساء.
أما بشأن ولايتى حلب وبيروت فحكومة بريطانيا العظمى قد فهمت كل ماذكرتم بشأنهما ودونت ذلك عندها بعناية تامة- ولكن لما كانت مصالح حليفتها فرنسا داخلة فيهما فالمسألة تحتاج الى نظر دقيق- وسنخابركم بهذا الشأن مرة أخرى فى الوقت المناسب.
ان حكومة بريطانيا العظمى كما سبقت فأخبرتكم مستعدة لأن تعطى كل الضمانات والمساعدات التى في وسعها إلى المملكة العربية ولكن مصالحها فى ولاية بغداد تتطلب إدارة ودية ثابتة كما رسمتم، على أن صيانة هذه المصالح كما يجب تستلزم نظرا أدق وأتم مما تسمح به الحالة الحاضرة والسرعة التى تجرى بها هذه المفاوضات.
واننا نستصوب تماما رغبتكم فى اتخاذ الحذر ولسنا نريد أن ندفعكم إلى عمل سريع ربما يعرقل نجاح أغراضكم ولكنا فى الوقت نفسه نرى من الضرورى جدا أن تبذلوا مجهوداتكم فى جمع كلمة الشعوب العربية الى غايتنا المشتركة وأن تحثوهم على ألا يمدوا يد المساعدة الى أعدائنا بأى وجه كان. فانهم على نجاح هذه المجهودات وعلى التدابير الفعلية التى يمكن للعرب أن يتخذوها لأسعاف غرضنا عندما يجىء وقت العمل تتوقف قوة الاتفاق بيننا وثباته.