من الشريف حسين إلى السير هنرى مكماهون
بسم الله الرحمن الرحيم
معالى الوزير الخطير الشهم الهمام
بأنامل الابجال والتوقير تلقينا رقيميكم 9 صفر الجارى برفق حاملهم وعلمت مضمونيهما وأدخلا علينا من الانشراح والارتياح مالا مزيد لازالتهما يختلج بصدرى ألا وهو وقوف حضرتك بعد وصول أحمد شريف وحظوته بالجناب بأن كلما أتينا به فى الحال والشأن ليس بنا شىء عن عواطف شخصية أو ما هو فى معناها مما لا يعقل، وانها قرارات ورغائب أقوام وأنا لسنا إلا مبلغين أو منفذين لها بصفتنا التى ألزمونا بها اذ هذا عندى من أهم ما يجب وقوف شهامة الجناب عليه وعلمه به. أما ما جاء بالمحررات الموقرة فيما يتعلق بالعراق من أمر التعويض مدة الأشغال فلزيادة ايضاح وقول بريطانيا العظمى بصفاتنا فى القول والعمل في المادة والمعنى واعلامها بأكيد اطمئنانا باعتماد حكومتها المفخمة نترك أمر تقدير مبلغه لمدارك حكمتها ونصفتها، أما الجهات الشمالية وسواحلها فما كان في الامكان من تعديل أتينا به فى رقيمنا السابق. هذا، وما ذاك الا للحرص على الأمنيات المرغوب حصولها بمشيئة الله تبارك وتعالى وعن هذا الحسى والرغبة هما التى، ألزمتنا بملاحظة اجتناب ما ربما أنه يمس حلف بريطانيا العظمى لفرنسا واتفاقهما أبان هذه الحروب والنوازل الا أننا مع هذا نرى من الفرائض التى ينبغى لشهامة الوزير صاحب الرياسة أن يتيقنها بأن عند أول فرصة تضع فيها أوزار هذه الحروب سنطالبكم بما نغض الطرف عنه اليوم لفرنسا فى بيروت وسواحلها ولا أرى لزوما بأن نحيطكم بما فى هذا أيضا من تأمين المنافع البريطانية وصيانة حقوقها هو أهم وأكبر مما يعود الينا، وأن لا بد من هذا على أى حالة كانت ليتم للعظمة البريطانية أن ترى أخصاءها فى البهجة والرونق التى تهتم أن تراهم فيه سيما وأن جوارهم لنا سيكون جرثومة للمشاكل والمناقشات التى لا يمكن معها استقرار الحالة عدى أن البيروتيين بصورة قطعية لا يقبلون هذا الانفصال ويلجئونا على حالات جديدة تهم وتشغل بريطانيا بصورة لا تكون بأقل من اشتغالنا الحالى بالنظر لما نعتقده ونتقينه من اشتراك المنفعة ووحدتها وحدها وهى الداعية الوحيدة لعدم التفاتنا لسواكم فى المخابرات وعليه يستحيل إمكان أى تساهل يكسب فرنسا أو سواها شبرا من أراضى تلك الجهات، أصبح بهذا مع اعتماد لكل جوارحى اعتمادا يرثه الحى منا بعد الميت بتصريحاتكم التى ختمتم بها رقيمكم الموقر. وعليه فليعتقد