من مكماهون الى الشريف حسين
القاهرة فى 24 ربيع الأول سنة1334 ، 30 يناير سنة 1916.
تلقينا بسرور كتابكم المؤرخ فى 25 صفر بواسطة رسولكم الموثوق به وأطلعنا منه على رسالتكم الشفوية.
واننا لنقدر حق التقدير الدوافع التى تقودكم فى هذه القضية الهامة ونعرف جيدا أنكم تعملون فى صالح العرب وأنكم لا ترمون إلى شىء- فى عملكم- غير صالحهم وحريتهم.
وقد عنيت عناية خاصة بملاحظاتكم بشأن ولاية بغداد، وسنبحث هذا الموضوع باهتمام وعناية زائدين عندما تتم هزيمة الأعداء ونصل الى التسويات السلمية
أما ما يتعلق بالجهات الشمالية فقد كتبت ملاحظة عن رغبتكم فى تجنب كل ما من شأنه الاساءة إلى تحالف انكلترا وفرنسا وسررت جدا بأبداء مثل هذه الرغبة.
وأظنكم تعرفون جيدا أننا مقررون قرارا نهائيا بألا نسمح بأى تدخل- مهما قل شأنه- فى اتفاقنا المشترك فى ايصال هذه الحرب الى الفوز ثم متى انتهت الحرب فان صداقة فرنسا وانكلترا ستقوى وتشتد، وهما اللتان بذلتا الدماء الانكليزية والفرنسية جنبا إلى جنب فى سبيل الدفاع عن الحقوق والحريات.
والآن وقد قررت البلاد العربية أن تشترك معنا في الدفاع عن الحقوق وتعمل معنا فى سبيل هذه القضية الهامة فاننا لنرجو الله أن تكون نتيجة هذه الجهود المشتركة وهذا التعاون الوطيد، صداقة دائمة، تعود على الجميع بالسرور والغبطة.
وقد سررنا جدا للحركة التى تقومون بها لاقناع الشعب بضرورة الانضمام الى حركتنا والكف عن مساعدة أعدائنا. ونترك لفطنتكم وتقديراتكم تقرير الوقت المناسب ، لاتخاذ تدابير، أوسع من هذه.