الملحق الرقم (14 أ)
رسالة الكولونيل باست إلى الملك حسين
جدة في 8 من فبراير سنة 1918 ـ 27/ 4/ 1336.
جلالة صاحب السيادة العظمى ملك الحجاز وشريف مكة وأميرها المعظم.
بعد بيان ما يجب بيانه من الاحترام والتوقير قد أمرنى جناب فخامة نائب جلالة الملك أن أبلغ جلالتكم البرقية التي وصلت إلى فخامته من نظارة الخارجية البريطانية بلندن وقد عنونتها حكومة جلالة ملك بريطانية العظمى بإسم جلالتكم وهذا نصها بالحرف الواحد.
إن الرغبة والصراحة التامة التي اتخذتموها جلالتكم في إرسالكم التحريرات التي أرسلها القائد التركي في سوريا إلى سمو الأمير فيصل وجعفر باشا إلى جناب فخامة نائب جلالة الملك. كان لهما أعظم التأثير الحسن لدى حكومة جلالة ملك بريطانيا العظمى. وإن الإجراءات التي اتخذتموها جلالتكم في هذا الصدد لم تكن (إلا) رمزا يعبر عن تلك الصداقة والصراحة التي كانت دائما شاهد العلاقة بين كل من الحكومة الحجازية وحكومة جلالة ملك بريطانيا العظمى.
ومما لا يحتاج إلى دليل أن السياسة التي تنسج عليها تركيا هي إيجاد الارتياب والشك بين دول الحلفاء والعرب الذين هم تحت قيادة وعظيم إرشادات جلالتكم قد بذلوا الهمة الشماء ليظفروا بإعادة حريتهم القديمة.
إن السياسة التركية لا تفتأ تغرس ذلك الارتياب بأن توسوس للعرب أن دول الحلفاء يرغبون في الأراضي العربية، وتلقى بأذهان دول الحلفاء أنه يمكن إرجاع العرب عن مقصدهم، ولكن أقوال الدساسين لن تقوى على إيجاد الشقاق بين الذين اتجهت عقولهم إلى فكر واحد وغرض واحد.
إن حكومة جلالة ملك بريطانيا العظمى وحلفاءها ما زالت واقفة موقف التأييد لكل نهضة تؤدي إلى تحرير الأمم المظلومة. وهي مصممة على أن تقف بجانب الأمم العربية في جهادها. لأن تبنى عالما عربيا الذي يسود فيه القانون والشرع بدل الظلم العثماني، وتتحد التنافس الصناعي الذي أحدثته الصفات الرسمية التركية، وإن حكومة جلالة ملك بريطانيا العظمى تكرر وعدها السالف بخصوص تحرير الأمم العربية، وإن حكومة جلالة ملك بريطانيا العظمى قد سلكت مسلك سياسة التحرير وتقصد أن تستمر عليه بكل استقامة وتصميم بأن تحفظ العرب الذين تحرروا من السقوط في وهدة الدمار. وتساعد العرب الذين لا يزالون تحت نير الظالمين لينالوا حريتهم". (انتهى).
وفي الختام ألتمس قبول خالص التحيات وعظيم الاحتشامات والتمنيات.
|
نائب المعتمد البريطاني في جدة
الكولونيل باست
(توقيع)
|
ــــــــــــــــ
|