الملحق الرقم (18)
توصيات قسم المخابرات الملحق بالوفد الأمريكي لدى مؤتمر الصلح
مقدمة للرئيس ولسون
(21 يناير 1919)
- نوصي بإقامة دولة منفصلة في فلسطين وانفصال المنطقة الفلسطينية عن سورية يجد مبرراً في تجربة البشر الدينية. فقد ولدت الكنائس اليهودية والمسيحية في فلسطين، وكانت القدس لسنوات عديدة، وفي أوقات مختلفة، عاصمة لكل منها. وبينما اتسمت علاقة المسلمين بفلسطين بطابع لم يكن وثيقاً جداً، فإنهم اعتبروا القدس منذ البداية مكاناً مقدساً. ويمكن فقط تكريس هذه الحقائق العظيمة بإقامة دولة منفصلة في فلسطين.
وستحكم الدولة الجديدة في موارد المياه والري بها من جبل حرمون شرقي الأردن. وهذا أمر بالغ الأهمية نظراً لأن نجاح الدولة الجديدة سيعتمد على إمكانيات التطور الزراعي.
- نوصي بأن تكون هذه الدولة تحت حكم بريطانيا العظمى منتدبة من جانب عصبة الأمم.
ومن الواضح أن فلسطين تحتاج إلى توجيه حكيم وحازم، إذ أن شعبها يفتقر إلى الخبرة السياسية وهو متعدد الأجناس، وقد يتشتت بتأثير التعصب والخلافات الدينية المريرة.
وإن نجاح بريطانيا في معالجة مواقف مشابهة، وعلاقتها بمصر، وإنجازاتها الإدارية منذ حرر الجنرال اللنبي فلسطين من الأتراك، كل هذا يشير إلى أنها ستكون الدولة المنتدبة منطقياً.
- نوصي بأن يدعي اليهود للعودة إلى فلسطين والإقامة هناك. وأن يؤكد المؤتمر بذل كل معونة لازمة تتفق مع حماية الحقوق الشخصية (وخاصة الدينية) وحقوق الملكية للسكان غير اليهود، وأن تتخذ عصبة الأمم سياسة من شأنها الاعتراف بفلسطين كدولة يهودية فور اتخاذها صبغة الدولة اليهودية في الواقع.
ومن الصواب أن تصبح فلسطين دولة يهودية، وسيجعلها اليهود وكذلك إذا منحوا الفرصة الكاملة. فقد كانت مهداً ووطناً لجنسهم الحيوي الذي قدم إسهامات روحية كبيرة للبشرية، وهي البلاد الوحيدة التي يمكن لهم أن يأملوا قيام وطن خاص بهم هناك، وهم ينفردون بهذه الحالة بين الشعوب الهامة.
ويشكل اليهود حالياً سدس سكان فلسطين البالغ عددهم 700 ألف نسمة. وما زال من غير المؤكد ما إذا كانوا سيشكلون في المستقبل أغلبية أو حتى أكثرية. ومجمل القول أن فلسطين الآن بعيدة عن أن تكون بلداً يهودياً. ويمكن الاعتماد على بريطانيا كدولة منتدبة لإعطاء اليهود المركز الممتاز الذي ينبغي أن يكون لهم دون التضحية بحقوق غير اليهود.
- نوصي بأن توضع الأماكن المقدسة والحقوق الدينية لجميع المعتقدات في فلسطين تحت حماية عصبة الأمم والدولة المنتدبة.
وأسس هذه التوصيات واضحة بطبيعتها.
ـــــــــــــــــ
|