الملحق الرقم (22)
كتاب باسفيلد الأبيض
(أكتوبر عام 1930)
قد كان تقرير اللجنة المخصوصة برئاسة السر (السير) ولتر شو الذي نشر في شهر نيسان (أبريل)، مبعثاً لجدال عنيف، ظهر في أثنائه أن هناك سوء فهم كبيراً حول ما قامت به حكومة جلالته في الماضي من الأعمال في إدارة فلسطين وما تقصد القيام به في المستقبل، وأصبح من المؤكد أن الحالة تستدعي الإسراع في نشر بيان واضح شامل عن الخطة السياسية، يرمي إلى إزالة سوء الفهم هذا، وما نشأ عنه من التباس وتخوف. غير أن إعداد مثل هذا البيان اقتضى اتخاذ تدابير أولية ضرورية أفضت حتما إلى تأخير إتمامه.
وقد لفت تقرير لجنة شو النظر إلى بعض نواح من المشكلة رأت حكومة جلالته أنها تستدعي إجراء تحقيق عاجل شامل بالنظر لِما لها من صلة الملحق بالسياسة المقبلة. ولذلك تقرر أن يوفد إلى فلسطين محقق كبير (هو السير جون هوب سمبسون) للتداول مع المندوب السامي بشأن تسوية الأراضي، والمهاجرة، وترقية الشئون الاقتصادية وتقديم تقرير بذلك إلى حكومة جلالته. وبالنظر لأهمية هذه المواضيع البارزة، ولتماسك بعضها ببعض، تأكد لحكومة جلالته بأن ليس في الاستطاعة وضع بيان عن الخطة السياسية قبل أن تأخذ بعين الاعتبار تقريرا وافيا مفصلا عن الحالة في فلسطين فيما يتعلق بهذه الأبواب الثلاثة الهامة، مما في استطاعة السر (السير) جون هوب سمبسون وضعه بجدارة. وقد ألح على حكومة جلالته بشدة أن يتقدم استلام تقرير السر (السير) جون هوب سمبسون إصدار تصريح عن السياسة المقبلة التي تود السير عليها. غير أن حكومة جلالته، رغما عن تقريرها للحاجة الماسة التي تستدعي الإسراع في إصدار مثل هذا التصريح، رأت أنها ملزمة بالتمسك بقرارها من حيث انتظار تقرير السر (السير) هوب سمبسون معتبرة في ذلك، على الأخص، بما تجمع لديها من الأدلة بشأن صعوبة المشكلة وتعقدها، والحاجة إلى تحقيق واف في جميع الحقائق الواقعية قبل الوصول إلى أية استنتاجات حاسمة.
|