إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / اللحية




مارك فورن مولن
بارثولوميو
بيتا هيكي
د. جون بلوسمان
ريتشارد برينسون
شيف بول برود هوم
كوفي أنان





مقدمة

مقدمة

إن قصة اللحى قديمة قدم التاريخ نفسه؛ فقد عُرِف الإنسان ـ كما دلت الآثار ـ باللحية الطويلة والشعور الكثة المرسلة، منذ كان يعيش في الغاب، أو يقطن الكهف والغار، ويضرب في البراري والقفار، وقد اتخذت اللحية عبر المسيرة التاريخية، أشكالاً وألواناً مختلفة المناشىء والمنابت، فمنها ما خضع لحكم التقاليد والأعراف، ومنها ما تبع الأذواق والنزوات و "الموديلات" فاللحية لا قومية لها، ولا وطن، وليست حكراً على قوم دون غيرهم، ولا وقفاً على شعب أو فئة، وأخطأ من حصرها فيمن يسمون رجال الدين؛ فإن كثيراً من هؤلاء من يعمد إلى حلق شعر رأسه وذقنه، كرهبان البوذية وقساوسة الجزويت، وبعضهم يطلق لحيته مع شاربه مثل السيخ.

لذا فإن حلق اللحى أو إطلاقها عبر التاريخ الإنساني قد يعود لأسباب واعتبارات غير دينية ومن ذلك:

الخوف من استعمال الأمواس البدائية، وإلى هذا السبب يعزى بعض الباحثين انتشار اللحى في العصور القديمة (أُنظر ملحق الأمواس وآلات الحلاقة عبر التاريخ). أو الخوف من استغلال الأعداء للحى في المعارك، ومن ذلك أمر الإسكندر المقدوني عساكره بحلق لحاهم لكي لا يتيح للأعداء فرصة إمساكهم منها أو التنكيل بها. أو تميز الجنود في المعركة ولذلك أمر الإمبراطور (شالمان) جنوده بإطلاق لحاهم وجعلها خارج دروعهم حتى تميزهم عن جنود الأعداء. ومهما يكن من أمر اللحية أو أسباب إطلاقها فإن من أملح ما يمر بالناظر في ماضي الحضارة العربية وأوصاف أحوالها أخبار هذه الشعرات النابتة فوق صحنات الخد، وما روي من العناية بها أو قيل من هزل وجد.

وكانت السيدة عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ تعدها زينة للرجل، وتقسم بها وتقول: لا والذي زين الرجال باللحى، وعندها أن هذا حلف الملائكة[1].

وخالف ابن الرومي فدعا هذه الذؤابة الأمامية "مخلاة كمخلاة الحمير" واقتدى به بعض الشعراء العباسيون فأوسعوها سباً وشتماً وتفننوا في هجائها والسخرية منها.

وقد تفرقت أخبار اللحية وأحكامها في كتب التراث العربي؛ فاقتضت طبيعة البحث أن ينتظم عقدها وتهذب شعيراتها في مباحث رئيسية ثلاثة: الأول، اللحية في الفقه، والثاني اللحية في اللغة والأدب، والثالث اللحية في كتب التاريخ والسير.



[1] روى الحاكم بسنده أن عائشة كانت تقول: "سبحان من زيَّن الرجال باللحى والنساء بالذوائب".