إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / ردّ فعل جامعة الدول العربية، وموقفها تجاه الغزو العراقي خلال الأيام الأولى للأزمة









خامساً: بدء الجلسة المفتوحة للقمة العربية الطارئة (10 أغسطس 1990)

خامساً: بدء الجلسة المفتوحة للقمة العربية الطارئة (10 أغسطس 1990)

في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً، أمكن اجتماع الملوك والرؤساء، ومستشاريهم، في جلسة صباحية مفتوحة للمؤتمر، ليلقي الرئيس حسني مبارك، بوصفه الداعي إلى القِمة، خطابه الافتتاحي. وبعد ذلك ينفضّ الجمع، لصلاة الجمعة، على أن يعودوا إلى الاجتماع، في الساعة الثانية بعد الظهر، حتى يستطيع المؤتمر أن يبدأ أعماله.

ألقى الرئيس مبارك خطابه، فبدأ بشكر الملوك والرؤساء، الذين لبوا دعوته. ثم قال إنه دعاهم لكي "يبحثوا قضية هامة، عاجلة، تشغل أذهان شعوبنا في الوطن العربي، على امتداده، وتسبب كثيراً من الضيق والقلق، لمعظم شعوب العالم، التي تتطلع إلى الأمّة العربية، في هذه اللحظات الحرجة، في محاولة للتعرف على حقيقة ما يدور على أراضيها، والتساؤل عمّا ستفعله للخروج من المأزق الذي وُضعت فيه، بعد الأحداث الأخيرة. إن خطْباً جللاً قد وقع على أرضنا، في الأيام الماضية. وقد حدث على نحو مفاجئ، وبصورة لم تشهدها أمّتنا العربية في تاريخها، القديم أو الحديث. ويخالف توقعات الجماهير العربية، في المشرق والمغرب. فكان طبيعياً، أن تكون له انعكاساته وأصداؤه المدوية في كل بقاع العالم، وأن تكون له مخاطره الجسيمة، بالنسبة لنا جميعاً". (أُنظر وثيقة كلمة الرئيس حسني مبارك، في افتتاح القمة العربية الطارئة بالقاهرة، في 10 أغسطس 1990)

واستطرد الرئيس مبارك فقال: "ومن ثم، فإن المسؤولية، تنعقد علينا، فردياً وجماعياً، للتصدي لهذه المخاطر. وأودّ أن أقرر، في بداية كلمتي، أن هذا المؤتمر، لم يقصد به، ولن يكون ساحة لإحراج القطْر العراقي الشقيق، وتوجيه الاتهامات له، بصورة أو بأخرى، أو النيل من دوره واعتباره. فنحن جميعاً نعتز بالعراق وشعبه. ونعتز بدوره، كرافد من روافد القدرة العربية، عبْر تاريخ أمّتنا الطويل. إننا جميعاً حريصون على العراق، بكل ما يمثله: الشعب، الحضارة، القدرة، الدور. وليس منّا مَن يقبَل التفريط في أي عنصر من هذه العناصر الأساسية في البنيان العربي. ويعلم الله، أن هذا الحرص على العراق ومنجزاته وقيادته، كان هو السبب، الذي دفعنا جميعاً إلى التسابق، من أجل احتواء الأزمة، التي تحتل في قلوبنا جميعاً مكانة لا تختلف عن مكانة الآخر. ولذا، فنحن لا ننحاز لطرف على حساب الآخر؛ لأن مفهوم الأمّة لدينا يستلزم أن نسلِّم، أولاً وقبْل كل شيء، بأن جميع الأقطار العربية، تحتل نفس الموقع في الإطار العربي العام. وأنها تشكل حلقات متكافئة في منظومة الأُسرة العربية، بصرف النظر عمّا تملكه من عناصر القوة، البشرية أو المادية أو العسكرية؛ لأن القوة هي قوة العرب جميعاً، وليست قوة طرف أو آخر، أو قوة دولة على حساب دولة أخرى. وبغير هذا لا ينبغي لنا أن نستخدم تعبير الأمّة العربية".

ثم أشار الرئيس مبارك إلى نقاط مهمة، لا بدّ منها للخروج من المأزق:

1. "إن الخيار أمامنا واضح بيِّن: عمل عربي فعال، يصون المصالح العليا للأمّة العربية، ويحفظ لنا العراق والكويت معاً. وإما تدخّل خارجي، لا قول لنا فيه، ولا سيطرة لنا عليه.

2. إن المظلة العربية للخروج من هذا المأزق، تمثل الخيار المأمون والمضمون، الذي التزمنا جميعاً بقبوله، يوم وقّعنا ميثاق جامعة الدول العربية.

3. إنه إذا كان هدف الوحدة العربية، هدفاً عزيزاً غالياً علينا جميعاً، إلاّ أن تحقيقها بقوة السلاح، غير جائز، الآن.

4. إن مبدأ اللجوء إلى القوة، داخل الأُسرة العربية، هو مبدأ مرفوض؛ فهو يلغي تماماً مفهوم التضامن العربي.

5. إن مبدأ الاستيلاء على الأرض بالقوة، يشكل تهديداً جسيماً للأمّة العربية.

6. إن مفهوم الأمن القومي العربي، هو موضوع مهم جداً.

7. إننا يجب أن نُوْلي اهتماماً خاصاً أمن جميع الأقطار العربية، في الخليج العربي.

8. إننا لا نستطيع أن نفكر ونتحرك، بمعزل عمّا يدور حولنا في عالم اليوم.

9. إن العالم بأَسْره، يتجه إلينا بأبصاره، بين صديق يتمنى أن نتغلب على أحزاننا، ونقضي على الفتنة، قبْل أن تستفحل ويستشري خطرها، وحاسد يتشفّى من أبناء الأُسْرة الواحدة.

10. إن الطريق معبّد للتوصل إلى اتفاق، حول النقاط الرئيسية، التي تؤدي إلى الخروج من هذا    المأزق، إذا خلصت النيات".

ثم وصل الرئيس مبارك إلى الخلاصة بقوله: "إنه لا حل للأزمة، ولا خروج من المأزق، إلاّ بانسحاب القوات العراقية من أرض الكويت، وترْك شؤون الكويت الداخلية لشعبها، دون معقب عليه، أو رقيب، واحترام الوضع الشرعي للحكومة، كما كان قائماً، قبْل وقوع الغزو العراقي، وكما هو معترف به من العالم أجمع، وإلغاء كافة القرارات والإجراءات، التي صدرت على خلاف ذلك".

بعد ذلك، خرج الملوك والرؤساء، للصلاة. ثم ذهب بعض المؤتمرين إلى الغداء. وتأجلت الجلسة، التي كان مفترضاً، أن تنعقد من الساعة الثانية إلى الساعة الرابعة، لإتاحة فرصة ساعتَين للملوك والرؤساء العرب، ليستريحوا. بينما كان وزراء الخارجية ينتظرون في قاعة أخرى.