إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

17 ـ ابن رشد (520 ـ 595هـ) (1126 ـ 1198م)

وهو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد (الحفيد). يعتبر ابن رشد الفقيه الطبيب الفيلسوف، اشتهر في أوروبا باسم Averroes   حيث اعتمد على مؤلفاته في القرون الوسطى.

ولد ابن رشد في سنة 520هـ، /1126م. وهي نفس السنة التي توفى فيها جده. ونشأ في مدينة قرطبة. وحفظ القرآن الكريم، وحفظ كتاب الموطأ للإمام مالك، ودرس الفقه ونبغ فيه.

كما درس علوم الحساب والفلك وعلم الهيئة، ثم درس الطب وتعمق في دراسته وفي عام 565هـ، تولى القضاء في أشبيليه، ثم في قرطبة عام 567هـ، واشتهرت أحكامه بالعدل والنزاهة، فتولى قاضي القضاة. وألف كتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" ولم يلتزم في كتابه بأقوال الإمام مالك، بل كان ينقل من آراء المذاهب المختلفة، ويرجح بينها، وإن كان في معظم أقواله مالكياً. وأصبح كتابه هذا من المراجع الفقهية الهامة، التي تُدَرَّس في الجامعات حتى الآن.

ولقد صادق أشهر فلاسفة عصره، مثل ابن الطفيل، وابن باجه، والقاضي الفقيه ابن العربي الطبيب المشهور أبي مروان عبد الملك بن زهر ثم ابنه أبي بكر.

وفي عام 548هـ، / 1153م رحل ابن رشد إلى مراكش لصديقه الطبيب الفيلسوف الفقيه ابن الطفيل. الذي قدمه لأمير المؤمنين أبي يوسف عبد المؤمن الموحدي، فأُعجب أبي يوسف بآرائه في نظام التعليم، وأسند إليه مسؤولية التعليم في البلاد، فأدى مهمته على خير وجه.

وازدادت مكانة ابن رشد في عهد أبي يعقوب يوسف عبد المؤمن الموحدي، فتولى القضاء في قرطبة، ثم جعله أمير المؤمنين طبيبه الخاص. ثم عاد للقضاء مرة أخرى، فازدادت مكانته، فوشى به بعض حساده لدى الأمير، واتهموه بالمروق من الدين واتباع الفلاسفة، خاصة فلسفة أرسطو،التي كان من أنصارها بعد تعديلها، فغضب الأمير على ابن رشد وأحرق كتبه الفلسفية، وأبقى على كتبه الفقهية وفي الطب. وعندما تبينت الحقيقة لأمير المؤمنين أبو يعقوب، استدعى ابن رشد ليسترضيه، إلا ان ابن رشد توفى في 9 صفر 595هـ، / ديسمبر 1198م، قبل مقابلته للأمير.

كان ابن رشد علم من أعلام الفقه، وهو من مشاهير القضاة الذين عرفوا بالنزاهة والدقة في أحكامهم، كما أنه من مشاهير الأطباء، كما أنه علم من أعلام الفلسفة في الأندلس، وهو الذي تربت أوروبا على كتبه الفلسفية، وعرفت جزءاً كبيراً من نهضتها بواسطتها.

أهم مؤلفاته:

في الفقه: كتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد".

في الفلسفة : كتاب "تهافت التهافت" الذي يرد فيه على الإمام الغزالي في كتابه "تهافت الفلاسفة".

في المزج بين الفلسفة والدين : كتاب "فصل المقام فيما بين الشريعة والحكمة من الاتصال"، و"الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة".

في الطب: كتاب "الكليات" ويحتوي على سبع أجزاء وهي : (كتاب تشريح الأعضاء  ـ كتاب الصحة ـ كتاب المرضى ـ كتاب العلامات  ـ كتاب حفظ الصحة ـ كتاب الأدوية والأغذية ـ كتاب شفاء الأمراض).