إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / ردّ فعل جامعة الدول العربية، وموقفها تجاه الغزو العراقي خلال الأيام الأولى للأزمة









ثامناً: الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية (30 أغسطس 1990)

ثامناً: الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية (30 أغسطس 1990)

كان من المقرر عقد هذه الدورة، في 26 أغسطس 1990، بناءً على الفقرة السابعة، من القرار (الرقم 195). إلاّ أنها أُجّلت إلى 30 أغسطس، لإتاحة الفرصة الكافية للأمين العام، كي يتمكن من استكمال اتصالاته مع الدول العربية، لتنفيذ قرار القِمة. وعلى الرغم من ذلك، لم يحضر هذه الدورة، سوى ثلاث عشرة دولة فقط، هي دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة البحرين، جمهورية جيبوتي، المملكة العربية السعودية، الجمهورية العربية السورية، جمهورية الصومال، سلطنة عُمان، دولة قطَر، دولة الكويت، الجمهورية اللبنانية، الجماهيرية العربية الليبية، جمهورية مصر العربية، المملكة المغربية. ولم يشارك في هذه الدورة المملكة الأردنية الهاشمية، الجمهورية التونسية، الجمهورية الجزائرية، جمهورية السودان، الجمهورية العراقية، دولة فلسطين، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، والجمهورية اليمنية.

نظراً إلى تحقّق النصاب القانوني لصحة اجتماع المجلس، بحضور أكثر من نصف الأعضاء، فقد أصدر المجلس قراراته، التي وافق عليها اثنا عشر عضواً، وعارضتها ليبيا. وكانت تدور حول التمسك بانسحاب القوات العراقية من الكويت، وعودة الشرعية إليها، وعدم الاعتراف بأي إجراءات، يتخذها العراق، من شأنها تغيير التركيبة، الديموجرافية أو الإدارية، للكويت. إلى جانب التزام العراق بدفع تعويضات عن الأضرار الناجمة عن الغزو، وتأكيد الحق المشروع للمتضررين، من الكويتيين وغيرهم من رعايا الدول الأخرى، في الحصول على التعويضات العادلة. كما ندد مجلس الجامعة العربية، باحتجاز الرعايا الأجانب، ورأى أن قرار العراق، إنهاء عمل البعثات الدبلوماسية في الكويت، هو باطل ولاغٍ. وأكد مؤتمر وزراء خارجية الدول العربية تلك القرارات، في بيانه الصادر في 30 أغسطس 1990. (أُنظر وثيقة قرار مجلس جامعة الدول العربية، في دورته غير العادية، بالقاهرة، الرقم 5037، الصادر في 31 أغسطس 1990، في شأن العدوان العراقي على دولة الكويت) و (وثيقة قرار مجلس جامعة الدول العربية، في دورته غير العادية، بالقاهرة، الرقم 5038، الصادر في 31 أغسطس 1990، في شأن أوضاع المدنيين الناجمة عن الاحتلال العراقي للأراضي الكويتية) و (وثيقة قرار مجلس جامعة الدول العربية، في دورته غير العادية، بالقاهرة، الرقم 5039، الصادر في 31 أغسطس،  1990، في شأن احتجاز العراق لرعايا دول أخرى) و (وثيقة قرار مجلس جامعة الدول العربية، في دورته غير العادية، بالقاهرة، الرقم 5040، الصادر في 31 أغسطس 1990، في شأن البعثات الدبلوماسية والقنصلية المعتمدة لدى دولة الكويت) و (وثيقة قرار مجلس جامعة الدول العربية، في دورته غير العادية، بالقاهرة، الرقم 5041، الصادر في 31، أغسطس 1990، في شأن تعويض دولة الكويت عن الأضرار الناجمة عن الغزو العراقي)

وعلى الرغم من هذه القرارات، إلاّ أن غياب عدد كبير من الدول أوجد أزمة في محيط السياسة العربية. ولم يجد الشاذلي القليبي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بدّاً من إعلان استقالته، في 3 سبتمبر 1990. وكان ذلك، على ما يبدو، رداً على الانتقادات، التي وُجِّهت إليه، أنه لم يجهد جهداً كافياً في الاتصال ببعض قادة الدول العربية، التي امتنعت عن حضور الدورة الطارئة لمجلس جامعة الدول العربية، الذي عقد في القاهرة.

وبصرف النظر عن الانقسام في محيط السياسة العربية، فإن القرارات المتخَذَة، على الرغم من أنه لم يتهيأ لها الإجماع، إلاّ أنها دانت الغزو، وتمسكت بانسحاب القوات العراقية من الكويت، وعودة الشرعية إليها. كما ظهرت مواقف إيجابية لبعض الدول العربية، ولا سيما مصر وسورية والمغرب والصومال وجيبوتي، إضافة إلى الدول الست، الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية.