الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
كنعان قبل قيام إسرائيل
فلسطين في عهد الملوك
سوريا في عهد الأشوريين
سوريا في العصر اليوناني
سوريا في العصر البيزنطي
سوريا في العصر الإسلامي
التقسيمات العثمانية في سوريا
الموستوطنات في فلسطين
اتفاقية سايكس / بيكو
الحدود في مؤتمر الصلح
حدود فلسطين تحت الانتداب
مشروع لجنة بيل
تقسيم فلسطين
تقسيم فلسطين الأمم المتحدة
مسرح عمليات فلسطين
تعبئة مسرح العمليات
أهداف القوات العربية
اتجاهات تقدم الجيوش العربية
محصلة الجولة الأولى
طريق تل أبيب - القدس
العملية تخشون
العملية يبوس
العملية مكابي
معركة مشمار هاعميك
العملية مسباريم
العملية شاميتز
العملية يفتاح
العملية يفتاح (2)
العملية بن عامي
العملية بن عامي (2)
الاستيلاء على عتصيون
أوضاع الألوية الإسرائيلية
معارك المالكية
معركة وادي الأردن
معركة مشمار هايردن
معركة جيشر
معركة جنين
دخول الفيلق الأردني القدس
معركة القدس
معركة اللطرون
معركة اللطرون (2)
القوات المصرية في فلسطين
معركة يدمردخاي
معركة أسدود
معركة نيتسانيم
القوات المصرية في الأولى
الموقف في الفترة الأولى
العملية "باروش"
العملية "ديكيل"
العملية "داني"
القتال المصري الإسرائيلي
معركة "نجبا"
معركة "جلؤون"
معركة "بئروت بتسحاق"
العملية "مافيت لابوليش"
الموقف في عراق سويدان
معركة "العسلوج"
أوضاع المحور العرضي
العملية "يؤاف"
العملية "يؤاف" (2)
العملية "هاهآر"
العملية "حيرام"
القتال في الفالوجا
العملية أساف
العملية حوريف
القتال في المحور الشرقي
العملية "عوفدا"

الملحق الرقم (57)

مذكرة جورج مارشال إلى الرئيس "ترومان"

(16 أغسطس 1948)

مذكرة إلى الرئيس

الموضوع: اقتراح ممثلين (إحتجاج) إلى الحكومة الإسرائيلية الإقليمية (المؤقتة) بخصوص المحافظة على السلام في فلسطين.

          تسبب معلومات قادمة من عدد واسع من المصادر للوزارة قلقاً متزايداً حول النزعة الواضحة للحكومة الإسرائيلية الإقليمية (المؤقتة) لاتخاذ دور أكثر عدوانية في فلسطين.

          لقد كانت السلطات الإسرائيلية، بعد انتهاء الانتداب البريطاني في 15 أيار وإقامة الدولة اليهودية، سريعة بالرد على مساعي الأمم المتحدة لوقف القتال في فلسطين، فبعد انتهاء الهدنة، التي استمرت أربعة أسابيع، في 9 تموز، استأنفت الأعمال العدوانية، واتضح على الفور أن إسرائيل كانت قد حسنت وضعها العسكري مادياً خلال فترة الهدنة الأولى، ومع ذلك، فقد وافقت الحكومة الإسرائيلية والدول العربية على قبول قرار مجلس الأمن الصادر في 15 تموز، لوقف إطلاق النار، وإقامة هدنة ذات أمد غير محدود في فلسطين، وقد أدرج نزع الصفة العسكرية عن القدس في قرار مجلس الأمن، وقبلته الحكومة الإسرائيلية، والدول العربية من حيث المبدأ، إلا أنه ظهرت إشارات عدوانية جديدة في الأسابيع الأخيرة وأصبح استعداد إسرائيل للمحافظة على الهدنة موضوعاً مشكوكاً فيه.

          تمتلك الوزارة دليلاً بارزاً على حقد (عداء) الإسرائيليين في فلسطين تجاه المراقبين العسكريين الذين يخدمون تحت إشراف الكونت برنادوت، فالخطابات (كالخطابات) النارية لوزير الخارجية الإسرائيلي السيد شرلوك بخصوص الحقوق المزعومة لإسرائيل في القدس. واحتلال إسرائيل العسكري لجزء كبير من منطقة القدس، ورفض الحاكم الإسرائيلي العسكري في القدس التعاون مع الكونت برنادوت في مناقشات بخصوص نزع الصفة العسكرية عن القدس، كما تملك الوزارة أيضاً دليلاً متزايد الوضوح عن قيام القوات الإسرائيلية بانتهاك هدنة الأمم المتحدة بما في ذلك قيامها بتحرك أمامي (بالتقدم) من مواقع الهدنة المتفق عليها، وإطلاق النار وأعمال القنص بشكل مستمر ضد المواقع العربية، كما أن لديها أدلة حاسمة حول النقل المنظم لشحنات الأسلحة من فرنسا وإيطاليا وتشيكوسلوفاكيا إلى فلسطين. وعلاوة على ذلك، فقد صرح وزير الخارجية الإسرائيلي بشكل رسمي بأن إسرائيل لن تقبل، خلال المفاوضات لحل سلمي نهائي، بعودة ما يقارب ثلاثمائة ألف من السكان العرب من ذلك الجزء من فلسطين الذي يشتمل حالياً على الدولة اليهودية، ومن الذين هربوا من منازلهم، وهم الآن معدمون في المناطق العربية المجاورة.

          وعبر وزير خارجية بريطانيا العظمى في محادثة له مع سفيرنا في السادس من شهر آب عن القلق الشديد حول الوضع في فلسطين، وكان خائفاً (يخشى) من أن لا يتوقف الاتحاد السوفيتي عن الاستفادة من هذا الوضع لإثارة الاضطرابات في العراق وإيران فحسب، بل أيضاً أن اليهود خلال الأيام القليلة القادمة سيجددون عدوانهم، على أساس وجود بعض الإثارة (الاستفزازات) العربية، سواء أكانت حقيقية أم ملفقة، بهدف الاستيلاء على مزيد من الأراضي ـ وعلى الأرجح شرقي الأردن. والسيد بيفن يعتقد أن الوضع في فلسطين خطير جداً بقدر ما كان الوضع في برلين، وأنه "إذا ما تراخت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في فلسطين، فلسوف نخسر".

          وتشعر الوزارة على ضوء هذه التطورات، أنه من الحكمة استدعاء السيد إلياهو إبستين ممثل الحكومة الإسرائيلية الإقليمية (المؤقتة)، ومناقشة قلقنا بصراحة معه، وسنبلغ السيد إبستين، كما يعرف ذلك بلا ريب، أن الولايات المتحدة هى الصديق الأفضل لإسرائيل، لقد اعترفنا بتلك الدولة ونرغب بأن (أن) نراها تستمر في الوجود وتزدهر كعضو مسالم في مجموعة الدول، وأمامنا الآن مسألة الاعتراف الشرعي بالحكومة الإسرائيلية الإقليمية (المؤقتة)، ودعم عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، وطلب من إسرائيل للحصول على قرض من بنك الاستيراد والتصدير، (وإننا) نحب أن نرى جميع هذه المسائل مرتبة بطريقة مرضية لكلا الحكومتين، أننا سنجد الأمر صعباً للغاية، في تأييد منح قرض لإسرائيل إذا كان من المحتمل أن يستأنف ذلك البلد أعماله العدوانية، كما أنه ستنشأ صعوبات مشابهة بخصوص العضوية في الأمم المتحدة.

          وكـأصدقاء لإسرائيل، فإننا نعتبر (نرى) أن الأمر التالي له أهمية أعلى (فائق الأهمية)، وهو أن لا تضع هذه الجمهورية الجديدة نفسها أمام حاجز (محكمة) الرأي العام العالمي والأمم المتحدة في دور المعتدي، ونحب أن نعلم السيد إبستين لإبلاغ حكومته، بأنه لن تفتر همتنا في مجلس الأمن في معارضة العدوان من الجانب الإسرائيلي كما كنا عندما قام الجانب العربي بشن الهجوم عليها.

          ومن الواضح (أنه) من الوجه السياسي (السياسية) الأوسع وليس لإبلاغ السيد إبستين فقط، أن الأمر سيكون مضراً للغاية بمصالح الولايات المتحدة، إذا ما قامت إسرائيل بالشروع في الاعتداء على الأردن، ذلك أن المملكة المتحدة ستنفذ آلياً تعهداتها للأردن وفق معاهدتها لقائمة مع ذلك البلد، وسيؤدي هذا إلى صيحة احتجاج عنيف في الولايات المتحدة لرفع حظرنا على تصدير الأسلحة تأييداً لإسرائيل، وبالمحصلة سيقوم (مما يؤدي إلى قيام) الشريكان الأنكلو ـ سكسونيان الكبيران بتزويد ومساعدة بلدين صغيرين على ناحيتين متقابلتين في حرب خطيرة وهو أمر لا يمكن أن يستفيد منه إلا الاتحاد السوفيتي.

ج. س. مارشال



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة